في دراسة جديدة بجامعة «كاليفورنيا» في سان فرانسيسكو، توصل العلماء للمرة الأولى إلى كيفية تمييز المخ للأصوات، حيث كان العلماء يعرفون منذ وقت طويل أن الأصوات تُفسر في التلفيف المخي العلوي الذي يُعرف أيضًا بمنطقة «ويرنك»، لكنهم لم يعرفوا الكثير عن آلية عملها. وفي الدراسة، وضع العلماء أجهزة تسجيل عصبية على سطح أمخاخ ستة من المرضى الذين كانوا يستعدون للخضوع لعمليات جراحية لعلاج الصرع؛ مما أتاح رؤية مميزة للنشاط العصبي، إذ سيتسنى للعلماء التقاط أي تغير سريع يطرأ على المخ. وقد استمع المشاركون إلى ٥٠٠ جملة إنجليزية جمعت كل المخزون الصوتي للغة الإنجليزية على لسان ٤٠٠ شخص مختلف؛ فوجد العلماء نشاطًا بمنطقة التلفيف الصدغي العلوي أثناء الاستماع، وكانت مجموعة من الخلايا العصبية تستجيب للحروف الساكنة، فيما تستجيب مجموعة أخرى للحروف المتحركة، ثم انقسمت هاتان المنطقتان إلى مجموعات أصغر؛ فاستجابت بعض من خلايا الحروف الساكنة إلى الأصوات الاحتكاكية فحسب، فيما استجابت خلايا أخرى للأصوات الانفجارية. وهنا عرف العلماء أن المخ يستجيب للخصائص الصوتية التي هي «إشارات سمعية» تصدر عن جسم الإنسان عندما تتحرك الشفاه أو اللسان أو الأحبال الصوتية، وليس إلى الوحدات الصوتية للغة. وقد قارن العلماء هذا النظام لتفسير أشكال الأصوات بالطريقة التي يميز بها المخ الأشياء البصرية عن طريق الحواف والأشكال؛ مما حمَلهم على الاعتقاد بأن المخ يستخدم خوارزميات مشابهة لفهم الأصوات. ولا يزال العلماء لا يعرفون كيف يحوِّل المخ الوحدات الصوتية إلى معنًى، لكنهم يأملون أن تفيد هذه النتائج في فهم اضطراب عسر القراءة الذي يُحوِّل المُخُّ فيه الكلمات المطبوعة إلى أصوات على نحو خاطئ.
Monday, February 10, 2014
كيف يميز المخ الأصوات؟
في دراسة جديدة بجامعة «كاليفورنيا» في سان فرانسيسكو، توصل العلماء للمرة الأولى إلى كيفية تمييز المخ للأصوات، حيث كان العلماء يعرفون منذ وقت طويل أن الأصوات تُفسر في التلفيف المخي العلوي الذي يُعرف أيضًا بمنطقة «ويرنك»، لكنهم لم يعرفوا الكثير عن آلية عملها. وفي الدراسة، وضع العلماء أجهزة تسجيل عصبية على سطح أمخاخ ستة من المرضى الذين كانوا يستعدون للخضوع لعمليات جراحية لعلاج الصرع؛ مما أتاح رؤية مميزة للنشاط العصبي، إذ سيتسنى للعلماء التقاط أي تغير سريع يطرأ على المخ. وقد استمع المشاركون إلى ٥٠٠ جملة إنجليزية جمعت كل المخزون الصوتي للغة الإنجليزية على لسان ٤٠٠ شخص مختلف؛ فوجد العلماء نشاطًا بمنطقة التلفيف الصدغي العلوي أثناء الاستماع، وكانت مجموعة من الخلايا العصبية تستجيب للحروف الساكنة، فيما تستجيب مجموعة أخرى للحروف المتحركة، ثم انقسمت هاتان المنطقتان إلى مجموعات أصغر؛ فاستجابت بعض من خلايا الحروف الساكنة إلى الأصوات الاحتكاكية فحسب، فيما استجابت خلايا أخرى للأصوات الانفجارية. وهنا عرف العلماء أن المخ يستجيب للخصائص الصوتية التي هي «إشارات سمعية» تصدر عن جسم الإنسان عندما تتحرك الشفاه أو اللسان أو الأحبال الصوتية، وليس إلى الوحدات الصوتية للغة. وقد قارن العلماء هذا النظام لتفسير أشكال الأصوات بالطريقة التي يميز بها المخ الأشياء البصرية عن طريق الحواف والأشكال؛ مما حمَلهم على الاعتقاد بأن المخ يستخدم خوارزميات مشابهة لفهم الأصوات. ولا يزال العلماء لا يعرفون كيف يحوِّل المخ الوحدات الصوتية إلى معنًى، لكنهم يأملون أن تفيد هذه النتائج في فهم اضطراب عسر القراءة الذي يُحوِّل المُخُّ فيه الكلمات المطبوعة إلى أصوات على نحو خاطئ.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment