Friday, February 7, 2014

جيريمي دين : ٦ نصائح نفسية لبيئة عمل مثالية



ها أنت جالس في المكتب — كالمعتاد — منهمك في العمل.
أبعد عينيك عن الشاشة لحظة وانظر ماذا ترى؟ إلى أي حدٍّ مكتبك مرتَّب؟ أهو مكتب مفتوح؟ هل تطل النافذة على منظر ما؟ هل ثَمَّةَ نباتات على مرأًى منك؟ هل اخترت الزينة القريبة من مكتبك بنفسك؟
كل تلك العوامل وغيرها تخلِّف آثارًا نفسية مهمة على كيفية أداء الأشخاص لعملهم ومدى رضاهم عنه. ولذا، إليك ست نصائح — قائمة على أبحاث نفسية — لتهيئة مكان العمل المثالي.

(١) تجنَّب المكاتب المفتوحة (إن أمكن)

يُفترض بالمكاتب المفتوحة أن تشجِّع التواصل وتنمِّي روح الفريق، من الناحية النظرية على الأقل.
وفقًا لاستطلاع رأي قام على تحليل بيانات مأخوذة من ٣٠٣ بنايات مكتبية في الولايات المتحدة، ثَمة جانب من الصحة في مسألة تعزيز التواصل، لكن ما من دليل على أنها تنمِّي الروح المجتمعية (كيم ودير، ٢٠١٢).
والأهم من ذلك أن مساوئ العمل في المكاتب المفتوحة تطغى على المزايا الصغيرة المتحققة فيما يتعلق بالتواصل. فمعظمنا سبق له العمل في مكاتب من هذا النوع، ويعلم تمامًا كيف يكون الحال فيها ما بين ضوضاء، وتشتيت للانتباه، وانعدام للخصوصية.
ليس غريبًا إذن أن الأشخاص الذين يعملون في مكاتب مستقلة أكثر رضًا بكثير عن بيئة العمل.
ليس معنى ذلك أن كثيرين يملكون خِيارًا حيال ذلك الأمر بأي صورة كانت، وأظن أن الكثيرين يبذلون قصارى جهدهم لإيجاد إحساس بالخصوصية باستخدام سمَّاعات الرأس أو العمل في مقصورات منفصلة أو الاختباء تحت المكتب، أيًّا كانت الوسيلة التي تؤدي الغرض.

(٢) مكتب فوضوي أم مرتَّب؟

هل المكتب الفوضوي يساعد على العمل أم يعيقه؟ وهل حقًّا يُتَّخذ علامة على فوضوية ذهن صاحبه؟
توصلت الأبحاث إلى أن النظام والفوضى في البيئة المحيطة لهما آثار نفسية مختلفة.
وجدت إحدى التجارب أن المكاتب الفوضوية عادةً ما تحفِّز مزيدًا من الإبداع، بينما تشجِّع المكاتب المرتَّبة على التقيد بالقواعد والسلوك الأخلاقي القويم بصفة عامة.
لكلٍّ من المكاتب الفوضوية والمرتبة مكانها إذن حسب النتيجة المنشودة.

(٣) محدَّب التصميم أم مستقيم؟

بينما لا يمكننا استخدام علم النفس في حسم الخلاف بشأن المكاتب الفوضوية والمرتبة، يمكننا عمل ذلك فيما يتعلق بالمكاتب محدبة الجوانب والمكاتب المستقيمة البسيطة.
في دراسة أجراها دازكير وريد (٢٠١١)، عُرض على المشاركين تصميمات داخلية بها قدر كبير من الأطراف المستقيمة وأخرى بها قدر كبير من الإنحناءات.
صنَّف المشاركون في الدراسة البيئات ذات الجوانب المحدبة بأنها تبث فيهم شعورًا بمزيد من السلام والهدوء والاسترخاء، وهكذا كانت الأفضلية من نصيبها.
خلصت تجربة أخرى إلى النتيجة ذاتها؛ حيث حكم أغلب المشاركين على المساحات محدبة التصميم عامةً بأنها الأكثر جمالًا (فارتانيان وآخرون، ٢٠١٣).

(٤) إطلالة على منظر طبيعي (أو صورة لمنظر طبيعي)

يعرف معظمنا أن التنزه في أحضان الطبيعة له تأثير مهدئ على العقل. بل إن ثَمة دراسة تثبت أن نزهة على الأقدام في الطبيعة يمكن أن تقوِّي الذاكرة بنسبة ٢٠٪.
لكن ماذا عن استحضار الطبيعة داخل مكان العمل؟
اختُبِر ذلك أيضًا في دراسة أجرتها ريتا بيرتو (٢٠٠٥) التي وجدت أن مجرد مشاهدة صور لمناظر طبيعية ينشِّط الأداء الإدراكي.
الحقيقة أن فوائد مشاهدة المناظر الطبيعية تمتد في الأغلب لتشمل خفض الإجهاد النفسي قصير الأمد فضلًا عن الفوائد التي تعود على الصحة والسعادة إجمالًا (بيرلاردِي وتايت، ٢٠٠٧).

(٥) النباتات

إذا كان التنزه في الطبيعة ومشاهدة المناظر الطبيعية يُهدِّئان العقل، فمن المؤكد أن النباتات تؤدي هذا الغرض أيضًا.
توصلت روث راناس وآخرون (٢٠١١) في بحث أجرَوه إلى أنه عقب الحضور في حجرة مكتب بها أربعة من نباتات الظل، انتعشت ملكات الانتباه لدى المشاركين مقارنةً بالمجموعة الضابطة التي خلت بيئتها من النباتات.

(٦) تزيين المكتب

كان يُنظر إلى مكان العمل البسيط النظيف الخالي من المبالغة في التجهيزات على أنه البيئة النموذجية التي يمكن إنجاز العمل فيها فعليًّا.
لكن الأبحاث أثبتت خطأ هذا الرأي الذي يتبناه مؤيدو فكرة المكتب البسيط مثلما حدث مع مؤيدي فكرة المكتب المرتب.
درست تجربة أجراها نايت وهيزلم (٢٠١٠) تأثير المكاتب البسيطة مقارنةً بالمكاتب التي زيَّنها القائمون على التجربة أو زيَّنها شاغلوها.
تساءل الباحثان عن الآثار التي قد يخلِّفها تزيين المكاتب على سعادة الناس، وانتباههم للتفاصيل، وإدارتهم للمعلومات وما إلى ذلك.
وكانت الإجابة أن المكاتب المزينة تفوقت على نظيرتها التي تخلو من الزينة. عندما مُنِح المشاركون فرصة تزيين المكتب بأنفسهم، زادت إنتاجيتهم وزاد شعورهم بالرضا.
على حد تعليق أحد المشاركين في التجربة، الذي عبَّر بلا شك عن مشاعر الكثيرين:
… من الرائع أن تعمل في مكتب مُزين بالنباتات والصور؛ فذلك يجعل المكان أكثر دفئًا، حتى وإن كان صندوقًا زجاجيًّا كهذا.

No comments:

Post a Comment