Sunday, April 21, 2013

الجهل المقدس


                                       
نظرت إلى الحال الذي وصلت إليه مصر بشيء من المرارة, فأنا مهتمة كثيراً بالحضارة الفرعونية و قرأت عنها ما لا يُعد و لا يُحصى و أعرف مدى عظمة مصر في ذلك الزمان و أشعر بالحسرة حين أجد غير المصريين يُقدرونها بشيء من الإجلال و الإكبار و التعظيم لا يوليه إليها المصريون أنفسهم!!

و لكن ما الذي أوصلنا إلى هذه الحال؟!!
بكل أسف غالبية المصريين في العصر الحالي لا يُقدرون قيمة العلم و لا يعون أهميته في تحقيق التقدم و الرخاء. و أنا أعذر طبقات الشعب المطحونة في ذلك فهم على أية حال قد تكالبت عليهم الظروف المادية و الإجتماعية القاسية مما آل بهم إلى الجهل و الأُمية, و ربما لو توفر لهم المناخ الجيد لكان الحال غير الحال.

كلامي هنا و تعجبي الكبير من القوى السياسية المتناحرة. لماذا السعي وراء المكاسب الوقتية قصيرة المدى؟ لماذا لا تساهم هذه القوى في تقليل حجم الجهل و الأمية الذين أصبحا حملاً ثقيلاً على مصر و يكاد أن يودي بها إلى الهاوية. فالمصريون الآن عُرضة لكل من يستغل فقرهم و جهلهم و حاجتهم فيَتَخَطَّفَهم ليصوتوا له ثم ينساهم و يتركهم لمصيرهم مع المعاناة.

لماذا لا تعمل المعارضة عمل مؤسسي يقوم على توعية الشعب و القضاء على الأمية, و لا أقول دون مقابل, فالمقابل سيكون أكبر و أجدى و أبقى في المستقبل حين يكون المواطن واعياً سيكون قادراً على حُسن الإختيار, و ما الظرف السياسي السيء الذي نقاسي ويلاته اليوم إلا نتيجة تصويت مواطن جاهل غير واعٍ بعواقب الأمور.

هل تساهم المعارضة اليوم في تخفيف حجم الجهل و الأُمية و تحصد المكاسب الكبيرة غداً و تكون بذلك قد أسدت للوطن خدمة جليلة ستعود على الجميع بالنفع أم ستنشغل باللهاث وراء المكاسب الوقتية الهزيلة؟!!
و هنا يكمن السؤال: ما فائدة الوصول للسلطة لحكم شعب 40% من أبنائه لا يعرفون القراءة و لا الكتابة و لا يساهمون بالتالي في تقدم و رقي المجتمع بل بالعكس يشكلون عبئاً ثقيلاً؟!!

كلمة أخيرة.. لن تتقدم مصر خطوة للأمام إلا بالعلم و الحرية فقط و فقط لا غير, فمصر تستحق شعباً راقياً.
 شيماء عطية.

No comments:

Post a Comment