Monday, February 11, 2013

السابق أم المخلوع؟

 بقلم  نيوتن   


لم يعُد الكثيرون يرددون أياً من هاتين الصفتين: (مخلوع) أم (سابق)؟ الأغلبية تقول: مبارك. قليلون يحرصون على أن يصفوه بأنه (مخلوع). الإخوان أغلبية هؤلاء. بعض المنتمين إلى التيار الثورى. الحيرة بين الصفتين كانت تشير إلى مواقف أيديولوجية وعاطفية. فى الأغلب غير موضوعية. التقييم الموضوعى يقول إنه كان هناك رئيس سابق. أنهى عصره باختياره. كان يمكن أن ينتظر لفترة أطول حتى يتم «خلعه». كان يمكن ألا ينخلع. أن يبقى رغماً عن شعبه.
هل يكون علىّ عبدالله صالح رئيس اليمن «سابقاً»، ويكون محمد حسنى مبارك «مخلوعاً»؟ حتى اللحظة يوصف بشار الأسد بأنه «الرئيس السورى». كاد يحقق رقم المائة ألف قتيل، إن لم يكن قد حققه. ينافس هتلر فى رقمه التاريخى بين ضحايا شعبه وضحايا البشرية. هو مستعد لأن يواصل القتل يومياً. أقرأ فى نهاية كل يوم أرقام الضحايا فى سوريا، مرة ٧٥ شهيداً، مرة ٨٣، مرة فوق المائة. لا أحد يهتم بالإحصاءات اليومية. ضحايا سوريا يحسبون برقم سنوى. على صالح ترك حكمه بعد أن تورط فى نزاع سقط فيه عشرات المئات، إن لم يكن الألوف. خرج بموجب تسوية. ينتظر مثلها بشار الأسد. قد لا يترك حكمه بموجب تلك التسوية.
حسنى مبارك، بلا مجاملة، اختار ما يعتقد أنه الصواب. ربما خضع - كما تقول الروايات المختلفة - لآراء أركان حكمه. قالوا له: اترك موقعك. فكَّر. قَبِل. قرأت هذا لدى مذكرات وزير الخارجية أحمد أبوالغيط. سأعود إليها فى وقت مناسب. سمعته فى حوارات للفريق أحمد شفيق. يحسب لمبارك أنه لم يورّط بلده فى مزيد من الصراع. أقاويل كثيرة تتردد الآن حول المسؤول عن سقوط الشهداء فى المطالبة برحيله. سمعت وشاهدت برامج كثيرة تلقى بالمسؤولية على حلفاء الإخوان من حركة حماس. ما تأكدنا منه كلنا أن مبارك لم يستأسد على مواطنيه. لم يأمر بقتلهم. قَبِل بمطالبة الشعب. ابتعد.
أطلق عليه الإخوان وصف «المخلوع». ردده خلفهم الثوريون. أطلق عليه أنصاره وصف «السابق». سيختار له التاريخ وصفاً مناسباً. لم ينقضِ أكثر من عشر سنوات قرر بعدها الكافة أن يعيدوا النظر فى تقييمهم للسادات. قال فريق يوم اغتياله: يستحق القتل. قال فريق: لا يستحق. بعد سنوات قليلة أقر من قاطعوا مصر بأنه زعيم استشرف المستقبل. اعتبروا أنه تقدم على عصره. أقدم على المغامرة. خياله قاده إلى تحول كبير. أعتى أعدائه وخصومه فاوضوا إسرائيل من بعده. بشار الأسد كان يريد أن يسبق الفلسطينيين بأن يحصل على الجولان. قد يتم تقييم مبارك بصورة أسرع.
مضى الآن عامان على هذا الحدث. غادر مبارك السلطة. يتساءل الناس: هل كان علينا أن نتركه يكمل فترته الأخيرة. يعانون من حكم رئيس انتخبوه. يتساءلون: أين الاستقرار، أين الأمن، أين ما وعد به الإخوان، أين ما قال الدكتور محمد مرسى إنه سيحققه؟ الشعب لن يأكل بصفات مبارك: مخلوع أم سابق. الشعب سوف يأكل إذا تحرك الاقتصاد. أكل الشعب فى العامين الماضيين من رصيد ما ترك فى خزائن الدولة. لن يتنازع بقية الناس قريباً إذا كان سابقاً أم مخلوعاً!!
١٢/٢/٢٠١٣

No comments:

Post a Comment