الكاتب: رجب جلال
يتوقف العقل القاصر لجماعة الإخوان الـ........ (ضع ما شئت من الصفات البغيضة دون أن تشوه الإسلام بها) عند صندوق الانتخابات، للتدليل على شرعية مندوبها فى قصر الرئاسة الدكتور محمد مرسى، رغم قلة عدد من شاركوا فى تلك الانتخابات، ورغم الفارق شديد الضآلة بينه وبين منافسه، ورغم الصفقة القذرة التى أعلن بها فوزه، وكانت النتيجة الحقيقية عكس ذلك، يتوقف فكر هذه الجماعة عند الصندوق لارتداء ثوب الشرعية، رغم كل هذه الكراهية التى ينضح بها الشارع فى مواجهتهم، وفى مواجهة رئيسهم الذى لم ينجح فى شىء، ففى عهده السعيد أصبح الغذاء مطلباً صعباً فى ظل نقص معروض، وارتفاع أسعار طال كل شىء، فى إخراج لسان واضح لقراره الشفهى بتجميد فرمانه بزيادة الضرائب على الدخل، والمبيعات، والعقارات، والدمغة، وحتى على الباعة الجائلين الذين وضعوا قراره تحت أحذيتهم وأخذوا يفرشون بضائعهم فى الأماكن التى يريدونها.
فى عهده الرشيد خرجت أنواع كثيرة من الحشرات الزاحفة والطائرة من جحورها تقتل وتذبح وتسطو وتسرق بالإكراه وبوضع السلاح على رقاب الأطفال والسيدات، وتنشر الرعب والخوف فى نفوس الجميع دون مغيث، لأن جلالته يتمترس خلف كل قوات الأمن ويذيقها العذاب لحماية عرشه المهتز.
جاهلة تلك الجماعة بالقرآن الذى تتبجح فى كذبها وهى تزعم أنها تطبق تعاليمه، جاهلة بأوليات آياته «أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف»، التى تبرز اثنتين من أهم وأولى الاحتياجات الإنسانية.. الطعام والأمن.. أن تجد ما تسد به رمقك ورمق أسرتك، وأطفالك، وأن تنام أو تتحرك غير خائف عليهم من كلاب الشوارع التى أصبحت أكثر عدداً من الخبراء الاستراتيجيين، والنشطاء السياسيين، وأصبحوا يرتكبون جرائم يذهل لها الرضع.
يتوقف عقل الجماعة لحل أزمات مصر بعد نكسة يناير، عند حوار تافه تسميه «حواراً وطنياً» تتساقط فيه أمطار التنظير والسفسطة، وكلمات جوفاء وآهات مزيفة تدعى الحزن والألم على بلد يتفتت، ووطن ينهار.
لكن، فلتحذر هذه الجماعة الكاذبة أن ملايين الفلاحين فى الحقول الذين يبحثون عن السماد والسولار، والعجائز أمام مكاتب البريد اللائى ينتظرن الصدقات، والآباء العاجزين أمام زوجاتهم وأبنائهم عن إطعامهم أو حمايتهم.. كل هؤلاء لا تعنيهم جلساتكم الفارغة، لا تشغلهم عشرات الميكروفونات التى تصطف أمامكم تنقل زَبَداً وغثاء سيل، لا يهتمون بشلال المبادرات التى تطايرت كالذباب، لا يعرفون حتى اسم النائب العام الذى تتشاجر النخبة فى برامج المساء على شرعيته السفاح.
لا يدمى قلوب كل هؤلاء سوى أمعائهم الخاوية جوعاً، وعيونهم الزائغة وصدورهم المكروبة خوفاً.. هؤلاء كرهوا تلك التى يسمونها ثورة.. باتوا يلعنون سراً وجهراً كل تفاصيلها وتبعاتها، ووصل بهم الحال إلى حد الرغبة فى إخراج الرئيس السابق من سجنه والاعتذار له وإعادته إلى قصره، لتعود مصر إلى ما كانت عليه قبل كارثة يناير.
No comments:
Post a Comment