Wednesday, February 20, 2013

الصراع بين المؤمنين و الملحدين في مصر عقب ثورة الخامس و العشرين من يناير


بقلم: شيماء عطية
21-2-2013


كلنا لاحظنا الزيادة المضطردة في أعداد الملحدين في مصر عقب ثورة الخامس و العشرين من يناير لأسباب عديدة -لا مجال لطرحها هنا و ربما أقوم بتناولها في سياق آخر- و لكن ما يهمني هنا هو تناول هذه الظاهرة من ناحية الحقوق و الحريات.
في حقيقة الأمر أنا أرى أن الملحدين مواطنون مصريون لهم كافة الحقوق و عليهم كافة الواجبات مثلهم مثل أي مواطن مصري آخر مسلم كان أو مسيحي أو يهودي أو ينتمي إلى أي ديانة سماوية كانت أم غير سماوية. و لا ارى أنه يجب أن نتوجه إليهم بسهام التكفير و الترهيب و الأحكام القضائية الجائرة, و ربما ذهب المتطرفون لأبعد من ذلك فيلجأون للقتل أو التلويح به.
المصري الملحد مواطنٌ مصريٌ من الدرجة الأولى فإن لم يفيد أي دين من الأديان فربما نجد ما لديه ليفيد به الوطن, فنسبة كبيرة منهم ممن تلقوا تعليماً عالياً و منهم من ساهم و يُساهم في بناء الوطن لمحاولة جعله في مصاف الدول الديمقراطية المتقدمة, و معظمهم –إن لم يكن جميعهم- يكنون لهذا الوطن حباً و ولاءاً لا نجده عند الكثيرين  و لا أبالغ إذا قلت عند كل من ينتمون للتيارات الإرهابية المتطرفة المُتمسحة كذباً و بهتاناً بالإسلام.
لذلك أقولها عالية مدوية: ارفعوا أيديكم عن الملحدين المصريين و اتركوا لهم حرية الرأي و التعبير عن أنفسهم, و من يجد في فكرهم ما يستحق النقد فليُقدم الأفكار المضادة و لتكن الحُجة في مقابل الحُجة و صاحب الحُجة الأقوى هو من سيصل بفكره للقاعدة الأوسع من الجماهير.
و على الجانب الآخر, فإن كلامي عن الملحدين في مصر لا يعني أنهم أشخاصٌ فوق العادة أو أنهم مُنَزَّهون عن الأخطاء بل بالعكس, فمنهم من لا يقل تطرفاً عن أعتى الإرهابيين ممن ينتمون لتنظيمات الجهاد و التكفير و ربما إذا أُتيحت لهم فرصة حمل السلاح ضد المؤمنين لفعلوا, و لكن كلامي هنا يخص الفئة الأكبر منهم من أصحاب العقول النيرة و المعتدلين في أفكارهم و المتسامحين مع غيرهم من بني وطنهم المؤمنين أو الذين لا ينتمون لفكرهم. كذلك أرجو أن لا يكون الملحدون المصريون سبباً لنفور الناس منهم فكيلهم السباب و الهجوم الجنوني على الأديان يُفقدهم أي تعاطف من جانب المؤمنين و أنا منهم.
و ربما قد يتساءل البعض: لماذا يقوم شخص مؤمن –مثلي بالطبع- بالدفاع عن ملحدين ينكرون وجود الله؟! و الإجابة سهلة للغاية فأنا مؤمنة بحرية الرأي و التعبير لأبعد مدى مهما تجاوز الخطوط الحمراء, و لأنني مؤمنة بأن الفكر لا يُواجَه إلا بالفكر و صاحب الحُجة الأقوى هو الذي سيصل بفكره و حُجته للقاعدة الأكبر من الجماهير, و أخيراً و ذلك الأهم لأنني أظن نفسي على إيمانٍ راسخٍ بالله سبحانه و تعالى القائل: (فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر) و أرى أن فهمي و غيري لصحيح ديننا و مُعتقداتنا لايُمكن أن يُهدَم أو يُزَعزَع بسبب ملحدٍ هنا أو كافرٍ هناك.

No comments:

Post a Comment