في دراسة جديدة بجامعة جونز هوبكينز توصل الباحثون إلى أن ٣٠ دقيقة من التأمل يوميًّا قد تساعد في التخلُّص من أعراض التوتر والاكتئاب بدون الحاجة إلى تعاطي الأدوية. وليس أي تأمُّل، إنما ذلك الذي ينطوي على نوع من الوعي بالذات والذي ابتُكر لتركيز الانتباه على اللحظة الحاليَّة، ويسمح للعقل بالتركيز على أي أفكار تطرأ عليه مثل الأصوات في البيئة المحيطة، على عكس أنواع التأمُّل الأخرى التي تركز على كلمة أو صوت بعينهما، ووجد الباحثون أنه يزيل بعض الآلام والإجهاد أيضًا. وفي الدراسة راجع الباحثون ٤٧ تجربةً سابقة شارك فيها ٣٥١٥ فردًا لمعرفة آثار التأمل في حالات صحية متنوعة من اكتئاب، وتوتر، وإجهاد، وأرق، وتعاطي مخدِّرات، وسكر، ومرض القلب، والسرطان، والآلام المزمنة؛ وجد الباحثون أنَّه ظهرت أدلة معقولة على حدوث تحسُّن في أعراض الاكتئاب والتوتر والألم، وذلك بعد الخضوع لتدريب ٨ أسابيع على التأمُّل الواعي، وكانت الأدلة ضعيفة في حالة الإجهاد ونوعية الحياة. كثيرون من الأفراد لديهم فكرة مغلوطة عن التأمُّل بأنه الجلوس في وضع سكون وعدم فعل أي شيء فحسب، لكن التأمُّل هو تدريب نشِط للعقل لرفع الوعي، وينطوي على قَبُول المشاعر والأفكار بدون إدانة الذَّات، ويركز على استرخاء الجسد والعقل. وأوضح الباحثون أن التأمُّل لا تصاحبه أعراض جانبية ضارَّة، ويمكن ممارسته إلى جانب أي علاجات أخرى.
Friday, January 31, 2014
التأمل وتأثيره في الاضطرابات النفسية
في دراسة جديدة بجامعة جونز هوبكينز توصل الباحثون إلى أن ٣٠ دقيقة من التأمل يوميًّا قد تساعد في التخلُّص من أعراض التوتر والاكتئاب بدون الحاجة إلى تعاطي الأدوية. وليس أي تأمُّل، إنما ذلك الذي ينطوي على نوع من الوعي بالذات والذي ابتُكر لتركيز الانتباه على اللحظة الحاليَّة، ويسمح للعقل بالتركيز على أي أفكار تطرأ عليه مثل الأصوات في البيئة المحيطة، على عكس أنواع التأمُّل الأخرى التي تركز على كلمة أو صوت بعينهما، ووجد الباحثون أنه يزيل بعض الآلام والإجهاد أيضًا. وفي الدراسة راجع الباحثون ٤٧ تجربةً سابقة شارك فيها ٣٥١٥ فردًا لمعرفة آثار التأمل في حالات صحية متنوعة من اكتئاب، وتوتر، وإجهاد، وأرق، وتعاطي مخدِّرات، وسكر، ومرض القلب، والسرطان، والآلام المزمنة؛ وجد الباحثون أنَّه ظهرت أدلة معقولة على حدوث تحسُّن في أعراض الاكتئاب والتوتر والألم، وذلك بعد الخضوع لتدريب ٨ أسابيع على التأمُّل الواعي، وكانت الأدلة ضعيفة في حالة الإجهاد ونوعية الحياة. كثيرون من الأفراد لديهم فكرة مغلوطة عن التأمُّل بأنه الجلوس في وضع سكون وعدم فعل أي شيء فحسب، لكن التأمُّل هو تدريب نشِط للعقل لرفع الوعي، وينطوي على قَبُول المشاعر والأفكار بدون إدانة الذَّات، ويركز على استرخاء الجسد والعقل. وأوضح الباحثون أن التأمُّل لا تصاحبه أعراض جانبية ضارَّة، ويمكن ممارسته إلى جانب أي علاجات أخرى.
طعام الرومان
أطلال مدينة بومبي |
في دراسة جديدة أجرتها جامعة سينسيناتي الأمريكية عن الأنظمة والعادات الغذائية لسكان مدينة بومبي التاريخية، توصل العلماء إلى اكتشافات جديدة عن النظام الغذائي للسكان يتنافى مع المعلومات السابقة، التي مفادها أن الأغنياء كانوا يتناولون طائر البشروش بينما الفقراء يأكلون العصيدة. فقد احتوت أطعمة الطبقة المتوسطة والطبقة الفقيرة على أطعمة متنوعة وغالية الثمن. اشتمل البحث الذي استمر أكثر من عقد من الزمان على تحليل أثري للمنازل والمتاجر التي كان معظمها يقدِّم الأطعمة والمشروبات. وبفحص مخلَّفات المجاري والمراحيض والبالوعات التي احتوت على مخلفات طعام متفحمة آتية من المطابخ، تبين أنها تحتوي على الكثير من بقايا الطعام المطهو جيدًا ولا سيما الحبوب. وكشفت النتائج عن وجود أطعمة رخيصة ومتوفرة بكثرة مثل الحبوب، والفاكهة، والمكسرات، والزيتون، والعدس، والسمك، وبيض الدجاج، بالإضافة إلى شرائح صغيرة من اللحوم والأسماك المملَّحة كان يتناولها عامة الناس. وبالكشف عن فضلات منطقة مجاورة، كانت تشكيلات الطعام أقلَّ مما يفصح عن وجود فروق اجتماعية واقتصادية بين السكان. وبفحص فضلات مطابخ أخرى تبين أنها تحتوي على أطعمة أغلى ثمنًا بالإضافة إلى أطعمة مستوردة من خارج إيطاليا، مثل المحار وقنفذ البحر ومفاصل أرجل الزرافات. وكانت هذه عظام الزرافات الوحيدة التي عُثر عليها في روما؛ مما يؤكد استيرادها من خارج إيطاليا لتناولها، ويؤكد أن تناولها اقتصر على الأثرياء فقط.
قراءة الروايات تحدث تغييرات بالمخ
تتعدى فوائد قراءة الروايات متعة متابعة الأحداث والاستغراق فيها، إلى إحداث تغييرات حقيقية في الروابط العصبية في الدِّماغ بشكل يشبه المرور بالخبرات والتجارب التي يمر بها أبطال الروايات. جاءت هذه النتيجة في دراسة بجامعة إيموري عن مدى تأثير قراءة القصص والروايات على المخ. وفي الدراسة خضع ٢١ مشتركًا من طلبة الجامعة لفحص للدماغ بأشعة الرنين المغناطيسي الوظيفي على مدى ١٩ يومًا؛ الخمسة الأيام الأولى والخمسة الأخيرة منها لم يقم المشتركون إلا بالخضوع لفحص المخ في حالة الراحة، بينما قاموا يوميًّا في التسعة الأيام الأخرى بقراءة جزء من ثلاثين صفحة من رواية مثيرة عنوانها «بومبيي»، تروي قصة حب تدور أحداثها إبان ثورة بركان فيزوف بإيطاليا. وقد وقع اختيار الباحثين على تلك الرواية لأحداثها الدرامية المليئة بالحركة والإثارة. وقاس الباحثون نشاط المخ للمشتركين في اليوم التالي للانتهاء من قراءة كل جزءٍ، وتبين وجود نشاط بالقشرة الصدغية اليسرى، وهي المنطقة المسئولة عن الاستجابة للغة، وكذلك نشاط بالنواحي العصبية التي تربط بين النظم الحسية والحركية أو ما بين الأفكار والأفعال؛ ممَّا يشير إلى أن قراءة الروايات تنقل القارئ إلى جسد بطل الرواية. وقد استمر هذا التأثير لمدة خمسة أيام على الأقل بعد الانتهاء من قراءة الرواية؛ ممَّا يشير إلى أن القصة المُشوِّقة والمثيرة تؤثر على المخ والروابط العصبية فيما يشبه «ذاكرة القدرة العضلية» التي تختزن المعلومات عن طريق تكرارها لتعطي الأوامر فيما بعدُ لأداء الحركة. ويستدل العلماء من تلك النتيجة أن الأعمال الروائية المفضَّلة لدى القراء قد يكون لها تأثير ممتد بحيث يكون دائمًا وليس مؤقتًا.
حمية العصور الوسطى
يرى أحد أساتذة التاريخ بجامعة لانكستر البريطانية أنَّ ثمة تشابُهًا بين نظامين حديثين للحِمية والعادات الغذائية للرُّهبان والناسكين في العصور الوسطى، والتي كانوا يتبعونها لتطهير الجسد والعقل. والنظام الأول: الحمية ٥ : ٢، الذي أحدث ضجة في العام المنصرم، والذي فيه يتناول الفرد الأطعمة بشكل طبيعي على مدار ٥ أيام في الأسبوع ثم يتناول ٥٠٠ سعر حراري فقط في اليوم لمدة يومين غير متتاليين في الأسبوع، والثاني: نظام الحمية الذي بموجبه يتناول الفرد الأطعمة العادية في يومٍ ثم ينقطع تمامًا عن الطعام في اليوم التالي وهكذا. إذن فإن أنظمة الحمية التي يتبعها المشاهير الآن ليست بالابتكار الحديث؛ إذ تكاد تتطابق مع الأنظمة الغذائية الصحية والبسيطة وصوم الرهبان منذ مئات السنين. وتشير بعض الدراسات أن الصوم لمدة يوم أو يومين أسبوعيًّا قد يَقِي المخ من أمراض مثل ألزهايمر. وقد ألقى هذا العالم في كتاب حديث له بعنوان «دليل طبخ الناسك» نظرة مفصَّلة على أنماط الصوم المتعدِّدة والعادات الغذائية في العصور الوسطى، وهو يرى أن طرق إعداد الرهبان لطعامهم وعاداتهم الغذائية مليئة بالدروس المستفادة التي يمكن تطبيقُها في الحياة المعاصرة، كما أن بعض الطباخين اليوم يستخدمون هذه الطرق في إعداد أطباقهم. ولم يكُن الرهبان يتبعون هذه الأنظمة بغرض فِقدان الوزن وإنما لأسباب رُوحية، غير أنها منحتهم بصيرة جيِّدة حول طبيعة الطعام.
البروتينات تعزف سيمفونية الحياة
لطالما اعتقد العلماء أن البروتينات الموجودة في الإنسان وغيره من الكائنات الحية تتذبذب بأنماط مختلفة مثل أوتار الكمنجة أو أنابيب الأرغن، غير أنهم لم يتمكنوا من إثبات ذلك، لكن الآن مع توافر وسائل التكنولوجيا الحديثة ثبت هذا بالأدلة القاطعة؛ فقد وجد فريق من العلماء، بجامعة «بافلو» ومعهد «هوبتمان وود ورد» للأبحاث الطبية، البروتينات تتذبذب على نحو لا ينقطع، لكننا لا نشعر بها. تكمن فائدة هذه الذبذبات في أنها تُمكِّن البروتينات من تغيير شكلها سريعًا حتى يتسنى لها أن ترتبط سريعًا بأقرانها من البروتينات. وهي عملية ضرورية للجسد كي يؤدي وظائفه الحيوية المهمة؛ مثل: امتصاص الأكسجين، وإصلاح الخلايا، واستنساخ الحمض النووي. ولقد تمكنت الدراسة الجديدة من قياس هذه الذبذبات؛ الأمر الذي عجز عن فعله العلماء منذ الستينيات، وذلك بالاستناد إلى خواص البروتينات المثيرة؛ فهي تتذبذب بنفس تردد الضوء الذي تمتصه بشكل يشبه امتصاص الكاسات الزجاجية لذبذبات أصوات المطربين واهتزازها إلى أن تتحطم عند نغمة محددة. فلقياس الذبذبات في بروتين اﻟ «ليزوزيم» المضاد للبكتيريا، عرَّضه العلماء لعينة من الضوء ذي ترددات واستقطابات مختلفة، ثم قاسوا أنواع الضوء التي امتصها البروتين، مما أتاح لهم معرفة أي أجزائه اهتزت، واستطاعوا أيضًا رؤية الذبذبات التي استمرت لوقت أطول من المتوقع؛ الأمر الذي تعارض مع الاعتقادات القديمة بأن هذه الذبذبات سرعان ما تتلاشى. وقد فتحت هذه الدراسة مجالًا جديدًا لدراسة العمليات الخلوية الأساسية التي تمنح الحياة، ويأمل العلماء في أن تستخدم هذه التقنية لمعرفة كيف تعوق المثبطات الصناعية والطبيعية البروتينات عن أداء وظائفها الضرورية.
الشمبانزي يتواصل بإشارات اليد
يستطيع الشمبانزي استخدام الإيماءات لتنسيق أفعاله لتحقيق هدفٍ ما. فقد صمَّم العلماء بجامعة جورجيا الأمريكية تجرِبة جديدة يقوم فيها الشمبانزي بإرشاد إنسانٍ إلى مكان طعام مخبَّأ باستخدام إشارات اليد، على أن يكون هذا الشخص ليس على دراية بمكان الطعام؛ ومن ثَمَّ استعان العلماء بالقرد شيرمان البالغ من العمر ٣١ عامًا والقردة بانزي البالغة من العمر ١٩ عامًا، وكلاهما تربَّى في كنف أبوين من البشر، وتعلم كمًّا لا بأس به من رموز لغة الإشارة ويتواصلان مع البشر من خلالها. وكان الشخص يبحث عن الطعام ويشير إلى أماكنَ محتملة لوجود الطعام، ثم ينظر إلى القردين للحصول على رَدِّ فعل منهما، وبِنَاءً على رد الفعل هذا يُنوِّع الشخص اتجاه الإشارة ومسافة الإشارة والمسافة بينه وبين الهدف. وفي النهاية تمكَّن القردان من إرشاد الشخص إلى مكان الطعام الذي كان يقع على بعد ١٠ أمتار. وكان من ضمن أهداف الدراسة أن يوصل القردان المعلومات بطريقتهما الخاصة، لكن الأمر كان يتطلب منهما المبادرة والمثابرة على التواصُل، ويشير العلماء أن المثابرة على التواصل تدل على مهارات معرِفية معقدة؛ ذلك لأن أطراف التفاعل يُعدِّلون من طريقة تواصلهم كرَدِّ فعل لفهم الآخر لما يقصدونه. تمنح هذه الدراسة مزيدًا من الفهم حول مدى كفاءة ذاكرة الشمبانزي وقدرته على استخدام لغة الإشارة، وتطور سلوكياته المستمر. وتنبُع أهمية هذه الدراسة من أن استخدام الإيماءات لتنسيق أنشطة مشتركة يلعب دورًا مهمًّا في تطور اللغة.
كيف تؤثر أدوار البرد على الذاكرة؟
أيمكن أن تنسيك الإصابة بالبرد مكانك؟ نعم؛ فالالتهابات الشديدة التي تعقب العدوى تضعف قدرة المخ على تكوين الذاكرات المكانية، وفقًا لما جاء في دراسة جديدة، بمدرسة طب برايتون وسوسيكس البريطانية، عزَت الخللَ إلى نقص في أيض الجلوكوز في مركز ذاكرة المخ؛ مما يشوش على الدوائر العصبية التي تلعب دورًا في التعلم والتذكر. تضمنت التجربة ٢٠ متطوعًا جرى حقنهم إما بمحلول ملحي خفيف، أو بلقاح التيفود الذي كان الغرض منه إثارة الالتهاب، وخضع المشاركون لتصوير مقطعي قبل الحقن وبعده. وبعد كل فحص كانوا يخضعون لمجموعة من المهام الواقعية التي تختبر ذاكرتهم المكانية. ثم درس الباحثون المقاطع التصويرية لمقارنة تأثير الالتهاب في استهلاك الجلوكوز في المخ، فوجدوا أن المشاركين الذين حُقنوا بالتيفود حدث لهم انخفاض في أيض الجلوكوز في الفص الصدغي الأوسط، الذي هو مركز الذاكرة في المخ، كما جاء أداؤهم في المهام المتعلقة بالذاكرة المكانية ضعيفًا؛ الأمر الذي أرجعه العلماء مباشرة إلى التغير في أيض الفص الصدغي الأوسط. ولطالما عرف العلماء أن أنواع العدوى الخطيرة يمكنها أن تؤدي إلى خلل معرفي عند الكبار، لكن هذه الدراسة الجديدة توحي أن مجرد الإصابة بالإنفلونزا التي تسبب التهابًا في المخ يمكنها أن تحدث خللًا في ذاكرتنا. وتشير نتائج هذه الدراسة إلى أن دوائر الذاكرة في المخ حساسة بدرجة خاصة للالتهاب، وتساعد في توضيح العلاقة بين الالتهاب وتقليل الخرف. والشيء المبشر هو أنه إذا استطاع العماء التحكم في مستويات الالتهاب؛ فقد يستطيعون تقليل معدل تدهور الخرف.
«سكاي ويل»: حوت السماء
في إطار الجهود المحمومة لتطوير تصميمات الطائرات، وإعلان شركة إيرباص عن تصميمها لطائرات شفافة ستكون قيد العمل عام ٢٠٥٠، أماط المصمم الإسباني، أوسكار فينالز، اللثام عن تصميمه الجديد لطائرة عملاقة على شكل حوت، وأطلق عليها اسم «حوت السماء». وليس ما يميز طائرة أوسكار هو شكلها الرائع وحجمها العملاق فحسب، وإنما تمتعها بأعلى درجات الأمان أيضًا. صُممت الطائرة لتكون أكبر من طائرة إيرباص إي ٣٨٠ — أكبر طائرة موجودة حاليًّا. وستتسع الطائرة الجديدة المكونة من ثلاثة طوابق ﻟ ٧٥٥ مسافرًا، وتحتوي على نوافذ كبيرة، ويبلغ طول جناحها ٨٨ مترًا، وجناحاها ذاتيا الإصلاح. وستنقسم الطائرة إلى ثلاث درجات للركاب، كلٌّ له درجته أو طابقه الخاص به. وستميل محركات الأجنحة بزاوية ٤٥ درجة؛ مما يعني أنه سيمكنها الهبوط على أي ممرات في العالم حتى الممرات الصغيرة، كما ستُمكنها هذه المحركات المائلة من أن تُقلع في الحال. والشيء المذهل أنه إذا تحطمت الطائرة؛ فإن قسم الركاب سوف ينفصل عن الأجنحة لتقليل الخسائر في الأرواح. وستعمل الطائرة بثلاثة محركات نفاثة طراز هارير، وستحتوي على جسمين؛ مما يعني أنه سيُمكنها أن تُحلِّق لمسافات أطول دون إعادة إمدادها بالوقود، وستكون هناك خلايا شمسية صغيرة على جناحيها لتعمل بالطاقة الشمسية. وستُصنع الطائرة من مواد جديدة متطورة مثل السيراميك أو مركبات الفيبر، وستتمتع بأجنحة نشطة متطورة تعمل بنظام الدفع الكهربائي التوربيني؛ مما سيجعلها أكثر كفاءة من طائرات اليوم. والهدف من صناعة هذه الطائرة هو تقليل قوة ضغط الهواء المقاوم للطائرة، واستهلاك الوقود والوزن؛ مما يجعلها طائرة صديقة للبيئة.
الأشجار المتقدمة في العمر تنمو أسرع
من المعروف طبقًا لنظرية التقادم أن العمر كلما تقدم بالكائنات الحية شاخت ووهنت وتدهورت وظائفها الحيوية، لكن هذا عكس ما توصلت إليه إحدى الدراسات العالمية الجديدة التي نُشرت في مجلة «نيتشر»، والتي شارك فيها علماء من ١٦ دولة قاموا بدراسة مقاييس ٦٠٠ ألف شجرة، بعضها يزيد عمره على ٨٠ عامًا، تنتمي إلى أكثر من ٤٠٠ نوع من أنواع الأشجار الاستوائية ومعتدلة المناخ في ست قارات؛ إذ تبين أن معظم هذه الأشجار تشهد زيادة في معدلات نموها، وتلتقط المزيد من الكربون من الغلاف الجوي وتخزنه فيما تتقدم في العمر. ويقول العلماء: إن النمو السريع في الأشجار العملاقة هو القاعدة وليس الاستثناء، ويمكن أن تتجاوز ٦٠٠كجم في السنة. يشبه هذا بلغة البشر أن يواصل الإنسان نموه السريع بعد سن المراهقة بدلًا من أن يتوقف، وحينها يمكن أن يصل وزن الإنسان عند منتصف العمر إلى نصف طن، وعند التقاعد إلى طن كامل. وكان العلماء على دراية بأن الغابات القديمة تخزن الكربون أكثر من الغابات الصغيرة في العمر، لكن الأشجار القديمة تحوي أشجارًا بجميع الأحجام، ولم يكن واضحًا أيًّا منها ينمو أسرع، ويزيل ثاني أكسيد الكربون من الجو أكثر. تلك المعلومة قد تفيد علماء البيئة؛ لما تلعبه هذه الأشجار من دور هام في ديناميكية الكربون في الغابة، إذ على الرغم من أنها تشكل ٢٪ فحسب من عدد أشجار أي غابة؛ فإنها تحتوي على ٢٥٪ من الكتلة الحيوية للغابة. وستقدم هذه النتائج للعلماء رؤًى جديدة حول كيفية إدارة الغابة والانتفاع من الأشجار الكبيرة والضخمة في امتصاص الكربون من الهواء.
Wednesday, January 29, 2014
دراسة: جنون العظمة مرتبط بقصر القامة
ربطت دراسة حديثة بين الإصابة بجنون العظمة وعقدة النقص وغياب الثقة بالنفس، وبين التعرض لمواقف اجتماعية ناجمة عن قصر القامة.
وأثبت العلماء في الدراسة التي نشرت الأربعاء في دورية للأبحاث النفسية أن "إحساس الإنسان بأنه قصير القامة افتراضيا ينقل له شعورا سيئا عن نفسه وخوفا من أن الآخرين يريدون إيذاءه" وفقا لرويترز.
ويقول علماء إن البحث يظهر كيف أن عدم تقدير الشخص لنفسه يمكن أن يؤدي إلى تفكير يتسم بجنون العظمة، وأنه يمكن استخدام البحث في تطوير علاجات نفسية أكثر فعالية لهذه المشكلة الخطيرة.
وقال دانييل فريمان من جامعة أوكسفورد الذي قاد الدراسة "طول القامة مرتبط بنجاح كبير في العمل والعلاقات. طول القامة يفسر على أنه سلطة نحن نشعر بالطول حين نشعر أننا أقوى."
وأضاف فريمان "كل هذا حدث في محاكاة للواقع الافتراضي لكننا نعرف أن الناس يتصرفون في الواقع الافتراضي كما يتصرفون في الحياة الحقيقية."
صخرة «الدونت» على كوكب المريخ
ظهرت فجأة من العدم صخرة غريبة بحجم وشكل كعكة «الدونت» أمام المركبة الفضائية «أوبورتيونيتي»، التابعة لوكالة «ناسا»، التي كانت متوقفة في مكانها منذ شهر لحين تحسُّن الأحوال الجوية. والشيء المحير أن الصخرة لم تكن موجودة منذ ١٢ يومًا مريخيًّا، حين التقطت المركبةُ صورةً لنفس البقعة وهي خالية من الصخرة. ويحاول العلماء تفسير ظهور هذه الصخرة الغريبة؛ فإما أن إحدى عجلات المركبة اقتلعتها من التربة نتيجة لتعطلها، فجرفتها معها وألقت بها بعيدًا، أو أنها قذيفة قادمة من فوهة بركانية نجمت عن ارتطام نيزك بالكوكب وهبطت أمام المركبة. ويميل العلماء إلى التفسير الأول. وإذا كانت الصخرةُ ناتجةً بالفعل عن اقتلاع المركبة لها من التربة، فإن جانبها العلوي الذي لم يتعرض للطقس القاسي والإشعاعات لمليارات السنين من الممكن أن تقدم تركيبته لنا نظرةً غير مسبوقة عن مادة مريخية لم تتعرض للرياح أو الأشعة الكونية. والصخرة لها ضلع مرتفع عن الآخر، ومجوفة في منتصفها، وتركيبها محير للعلماء؛ إذ يقولون: إنهم لم يروا مثله من قبل قط على كوكب المريخ؛ فهو يحتوي على نسب عالية من الكبريت والماغنسيوم، بل وقد تصل إلى ضعف أي نسبة وُجدت في أي شيء على سطح المريخ. يُذكر أن هذه هي السنة العاشرة لهبوط المركبة «أوبورتيونيتي» على كوكب المريخ، مع أنه كان من المقرر أنها في بعثة مدتها ثلاثة شهور فحسب، لكنه تم مدها مرات عدة لما كانت تقدمه من اكتشافات جديدة ونافعة.
وسيلة جديدة لاستخدام الطاقة الشمسية ليلً
يمكن للشمس أن توفر في ساعة واحدة طاقة كافية لتشغيل كافة العربات والمصانع والآلات على وجه الكوكب لمدة عام كامل، علاوة على أنها تُعدُّ من أفضل البدائل النظيفة للوقود الحفري، غير أن استخدامها مرهون بشروقها. وللتغلب على هذه العقبة استعان العلماء بجامعة كارولينا الشمالية بفكرة عملية البناء الضوئي، وابتكروا نظامًا يمكنه تخزين الطاقة الشمسية لاستخدامها ليلًا. ينتج هذا النظام الوقود الهيدروجيني باستخدام طاقة الشمس لتحليل الماء إلى مكوناته الأساسية، حيث ينفصل الهيدروجين ويُخزَّن، في حين ينطلق الأوكسجين إلى الهواء كمنتج فرعي. غير أن تنفيذ هذه الآلية ليس بالأمر اليسير؛ إذ تتطلب فصل أربعة إلكترونات من جزيئيْ ماء، ثم نقلهما إلى مكان آخر وصنع الهيدروجين، وهو الأمر الذي دأب العلماء لسنوات على العمل عليه. يتألف التصميم من مكونين رئيسيين: أحدهما جزيء مسئول عن امتصاص ضوء الشمس وإطلاق العامل الحفاز كي يفصل الإلكترونات من الماء، والآخر جسيم نانو ينقل الإلكترونات بعيدًا لصنع وقود الهيدروجين. لكن حتى في أفضل المحاولات، يخفق النظام كثيرًا؛ إما لأن الإلكترونات تهرب طوال الوقت أو أن الإلكترونات لا تنتقل بالسرعة الكافية التي تسمح بإنتاج الهيدروجين. وللتغلب على هذه العقبة قام العلماء بتغطية جسيمات النانو، كل ذرة على حدة، بطبقة رفيعة من مادة ثاني أكسيد التيتانيوم؛ وعندها فقط نجح النظام. وعليه استطاع هذا النظام الجديد تحويل طاقة الشمس إلى وقود دون الحاجة إلى طاقة خارجية لتشغيله، ودون إطلاق الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وبالاعتماد على تكنولوجيا متوفرة بالفعل.
الفرعون المفقود
اكتشف علماء من جامعة بنسلفانيا، بالتعاون مع الخبراء بوزارة الآثار المصرية، مصادفةً، مقبرة حاكم مجهول الهوية يُدعى سينباكي، وقد تعرفوا عليه من خلال أحد النقوش على جدار مقبرته التي اكتُشفت في موقع أبيدوس الأثري، على بعد حوالي ١٠٠كم من وادي الملوك الشهير. ويعتقد العلماء أن المقبرة ضمن مجموعة من المقابر تخص ١٦ فرعونًا مجهولين يشكلون أسرة ملكية كاملة لم تكن معروفة بالمرة من قبلُ، حكمت في أبيدوس في الفترة ما بين ١٦٥٠ و١٦٠٠ قبل الميلاد، وكان قد أتى ذكرها في ورقة بردي قديمة. ولم يكن هناك دليل على أي شيء حتى الأسابيع القلائل الماضية عندما عثر فريق العلماء على هذه المقبرة وعلى جدارها نقش يكشف عن صاحبها فرعون سينباكي ابن الإله رع، وعن الأسرة المفقودة. وكانت المقبرة في حالة خراب نتيجة لنهبها قبل ٢٠٠٠ عام، والهيكل العظمي مبعثرًا في كل مكان، ومنه تبين أن طول سينباكي كان حوالي ١٧٥سم، وكان في الخمسين من عمره تقريبًا. وقد دخل العلماء، حتى الآن فعليًّا، ستًّا من مقابر الملوك؛ أربعًا منها مجردات تمامًا من محتوياتها، والخامسة احتوت على بقايا هيكل سينباكي، ونعشه المُتكسر، وقناعه الجنائزي. أما المقبرة السادسة فقد احتوت على تابوت صخري عملاق لونه أحمر، ووزنه ٦٠طنًّا، استُخدم لإيواء جثمان فرعون آخر مجهول الهوية من الأسرة المفقودة. وكان التابوت العملاق قد سُرق من مقبرة فرعون سابق هو سوبك حتب الأول، وأعيد صنعه ليناسب الفرعون الآخر المجهول الهوية. ويرى العلماء أن إعادة استخدام الفراعنة لمواد من مقابر أخرى يعكس التدهور الاقتصادي للأسرة المفقودة التي حكمت في فترة شهدت فيها مصر حالة من التفكك السياسي.
Tuesday, January 28, 2014
مذيب سريع للدهون المتراكمة بمنطقة البطن و الأرداف و الأفخاذ
*اعصري كيلو ليمون و احتفظي بالقشر نظيفاً
*اغلي القشر لمدة نصف ساعة في 2 لتر ماء
*ثم تخلصي من القشر و احتفظي بالماء المغلي
*اخلطي الماء المغلي بعضير الليمون و احتفظي به في زجاجة داخل الثلاجة
*اشربي كوباً من الخليط قبل كل وجبة بربع ساعة
* استمري على هذا النظام لمدة ثلاثة شهور
* يبدأ الحصول على نتيجة من الأسبوع الثاني
Monday, January 27, 2014
السر وراء الإحساس بالألم
كثيرًا ما نرى أشخاصًا يرتعدون من وخز الإبر، بينما نرى آخرين يُقدمون على الخضوع لعمليات جراحية خطيرة مبتسمين، فما السر وراء هذه الفروق في إحساس هؤلاء الأشخاص بالألم؟ هذا ما أجاب عليه الباحثون بالمركز الطبي الأمريكي، ويك فورست بابتيست؛ إذ تبين أن الأمر يرتبط بتركيب المخ، فالمخ يتركب من مادة رمادية وأخرى بيضاء؛ المادة الرمادية مختصة بمعالجة المعلومات القادمة من الخلايا العصبية المسئولة عن الحواس والحركة، والمسئولة عن أحلام اليقظة، والمادة البيضاء تختص بتنسيق الاتصالات بين أجزاء المخ المختلفة، ونقص المادة الرمادية بمناطق معينة في المخ يرتبط بحساسية بعض الأشخاص للألم أكثر من غيرهم. وفي الدراسة خضع ١١٦ شخصًا أصحاء لتسخين بقعة صغيرة من الجلد في ذراعهم أو رجلهم إلى ١٢٠ درجة فهرنهايتية، ثم اختبروا حساسيتهم للألم. بعدها صوَّر العلماء تركيب مخ المتطوعين؛ فتبين أن المشاركين الذين كانوا يشعرون بآلام أكبر كانت تقل لديهم المادة الرمادية في مناطق المخ التي تسهم في الأفكار الداخلية والتحكم في الانتباه، بما فيها القشرة الحزامية الخلفية، والتلفيف المخي الصغير، والقشرة الجدارية الخلفية، وأن الأفراد الذين يستطيعون تركيز انتباههم في شيء آخر غير الألم ربما يتمتعون بقدرة أكبر على تحمل الألم. وفي إحدى الدراسات السابقة، وجد العلماء أن الاختلافات في المادة البيضاء التي تتألف في الأساس من أنسجة موصلة بين الخلايا العصبية ومناطق في المخ يمكن أن يكون لها دور في الألم أيضًا، ففيما يبدو أن المادة الرمادية تؤثر في شدة الألم؛ فإن المادة البيضاء تتحكم في مدة استمرار الألم. وقد تساعد هذه المعلومات الجديدة في تطوير وسائل أفضل لتشخيص الألم وتصنيفه ومعالجته، بل والوقاية منه أيضًا.
Sunday, January 26, 2014
إبراهيم عبد القادر المازني: الصحافة والأدب - مجلة الكتاب مارس ١٩٤٦
كانت معرفة أخبار العرب مقرونة فيما مضى بحفظ الأشعار، وإن لم يَكُنْ للفظ «الأخبار» هذا المعنى الحديث الذي صار لها وغلب عليها، فقد كان أقرب إلى معنى التاريخ وأشبه به، وكان الشعر نفسه يُعَدُّ ديوانًا لأخبار العرب، وسجلًّا لأيامهم ووقائعهم، وقد اقترن الأدب بالصحافة في زماننا هذا اقترانًا يظهر أنه لا حيلة فيه ولا مهرب منه.
وقد يسأل القارئ: هل في هذا الاقتران ضير؟ والجواب الذي أستطيع أن أدلي به هو أني أرجح أن لا ضير من ذلك، وأقول «أرجح» لأني أراني أزداد على الأيام زهدًا في الجزم، ونفورًا من البَتِّ، وترددًا بين النفي والإثبات، وإيثارًا للتريُّث لعل وجهًا أو جانبًا آخر للأمر يتبدى، فأعرف ما كان غائبًا عني، وما عسى أن يكون للإلمام به أثر في الرأي الذي أذهب إليه، حتى صرت أتقلب بين الرأي وخلافه مرات قبل أن أستقر، ولست أحس بعد طول التردد بالاطمئنان إلى الصواب، وما أظن إلا أن هذا التردد قد أورثنيه ما وقعت فيه من الخطأ، وما ركبني مرارًا من الجهل، وما كثر تورطي فيه بالتسرع وقلة الأناة.
وأوثر قبل الجواب المفصل أن أصف للقارئ ما كان من أمري بين الأدب والصحافة، وأحسب أن هذا الوصف يصلح أن يكون بيانًا كافيًا، فقد كنت أديبًا قبل أن أكون صحفيًّا، وكنت في ذلك الصدر من حياتي معلمًا أيضًا، ولكني كنت أشعر أن التعليم لا يلتقي بالأدب في ملتقى واحد، أو يعين عليه، أو ييسر أمره، وكنت أرى أن الوقت الذي أنفقه في التعليم كان الأدب أولى به، أو هو مقتطع من حق الأدب، وكنت أحس أن التعليم لا يصلني بالحياة الصلة اللازمة لفهمها، وكان تلاميذي لا هُم من الأطفال فأدرس فيهم هذا الطور الحيوي من حياة الإنسان، ولا هم رجال كبار ناضجون، وإنما هم بين بين، فكأني معهم في برزخ، ولهذا كان أدبي نظريًّا بحتًا، أو قل إنه الأدب الذي يعتمد على الكتب، ولا يستمد من الحياة إلا قليلًا؛ لأن صاحبه لا يعانيها معاناة وافية، وكنت أقول الشعر أيضًا في ذلك الزمان، وأرى الآن أن ما قلت لم يكن سوى توليد من القديم كنت أحسبه جديدًا أو تجديدًا؛ لأنه لم يكن مظهرًا لاستجابة النفس لما يُهيب بها من الحياة إذ تواقعها، وكنت متكلفًا في أسلوب الشعر والنثر جميعًا؛ لأني أعيش بين الكتب ولا أكاد أعرف سواها إلا ظنًّا على الأكثر. ولهذا كان أدبي في ذلك العهد دراسات في الأغلب، قوامها القراءة وحدها تقريبًا، وشعرًا لا يصور النفس على حقيقتها ولا يعبر عنها تعبيرًا صحيحًا؛ لأن الاقتياس فيه بالقديم — من شرقي وغربي — أكثر من الاستمداد من التجريب، وكنت بطيئًا في الكتابة والنظم، معنيًّا بالتجويد كما كنت أفهمه، وكنت مع عنايتي بالمعنى لا أرضى إلا عمَّا ترضى عنه أذني حين أعرضه عليها.
ثم كان ما صرفني عن التعليم وألحقني بالصحافة، فكابدت في أول الأمر شدة عظيمة؛ لأني اعتدت الكتابة على مهل، وأَلِفْتُ ما كنت أتكلفه من الجزالة والفخامة، ولا يكاد ذلك يتسنى في الكتابة للصحف لأنها في عجلة، وهي تأبى أن تتمهل أو تُمهل، وآلاتها تدور في أوقاتها بلا تقديم ولا تأخير، فكنت أكتب في البيت لأكون في فسحة من أمري، ولأتقي عواقب هذه العجلة الشيطانية، وتأثيرها السيئ — فيما كنت أرى — في أسلوبي الفخم. وعلى ذكر الأسلوب أقول إن الظن الشائع هو أني كنت متأثرًا في البداية بالجاحظ، وهذا صحيح، ولكن أصح منه فيما أعلم أني كنت مفتونًا بأسلوب الجرجاني — عبد القاهر — صاحب «دلائل الإعجاز» و«أسرار البلاغة»، على أن هذا شيء قد مضى، وعهد قد انقضى ولله الحمد.
ووجدت على الأيام أن الكتابة في البيت لا تتفق ومطالب العمل الصحفي، وأن ما أتكلفه من التجويد، وأُعنى بتأخيره من الألفاظ يجعل ما أكتب نابيًا قلقًا في موضعه وسط هذا الخضم الزاخر، ولم أكن راضيًا عن الأسلوب الذي تكتب به الصحف، ولكن عدم الرضى عن لغة الصحافة لا يستوجب أن أذهب إلى الطرف الآخر وفي الإمكان التوسط، وتبينت على الأيام أن لغتي القديمة فاترة أو خامدة، وأني كأني قطعة متخلفة من زمان مضى، وأن الحياة الجديدة لها لغتها، وأن اتصالي بحياة الناس بفضل الصحافة، قد فَجَّرَ في نفسي ينابيع جديدة، وأَكْسَبَ أسلوبي نبضانًا ليس من الوجع بل من الحيوية، وأفدت مرونة كانت تنقصني أنا وتنقص لغتي وأسلوبي، وأصبحت قادرًا بفضل الصحافة أن أكتب في أي وقت وفي أي موضوع، وفي خلوة أو بين الناس، وأن أحصر ذهني فيما أنا فيه، فلا تشتت خواطري الضجات التي تكون حولي.
وأقول بإيجاز: إني كنت كالراهب أيام كان التعليم عملِي، فلما زاولت الصحافة خرجت من العزلة القديمة — عزلة الفكر والنفس — ونزلت إلى الحلبة، أو خضت العباب؛ فكأني انتقلت من عالم إلى عالم، أو هبطت من كوكب إلى كوكب، في هذا الفلك الدوار.
وقد لا أرضى عمَّا أُخرج في هذا العهد الثاني، ولكن — ما أُخرجه هو على كل حال، وسواء أأرضاني أو لم يُرْضِنِي — ثمرة التجربة للحياة ومشاركة الناس فيها، أما في العهد الأول فقد كان ما أخرج هو ثمرة القراءة والتحصيل مع تعذر التجربة الشخصية.
فأول ما يفيده الأديب من الصحافة هو اتصاله بالحياة — حياة الجماعة وحياة الفرد — وفهم هذه الحياة على قدر ما يتيسر له ذلك بحسب استعداده وما رزق من المواهب والمَلَكات.
وتفيده الصحافة أيضًا أن أسلوبه يصبح حيًّا، وتقول لي تجربتي إني كنت قبل العمل في الصحافة أشبه بمومياء محنطة، فلما دخلت في الصحافة أحسست بالدماء تجري في عروق هذه المومياء، وأنها أصبحت قادرة على موافقة الحياة في أكثر من موضع واحد، وأنها صارت تنظر وتُحِسُّ وتفكر وتنطق كما ينطق الأحياء، ولا تكتفي بأن تتبدَّى للناظرين إليها — كما كانت تفعل إذ هي مومياء — وتوحي إليهم أو لا توحي شيئًا.
وتفيده كذلك مرونة في الأسلوب — أسلوب الكتابة وأسلوب التناول — فهي مدرسة نافعة، أو أقل لازمة للأديب، وإن كانت مشغلة شديدة، على أن ما تأخذه من وقت الأديب ليس شر ما فيها، وإنما شره أنها قد تغريه بأمرين على الخصوص: السطحية، أو بعبارة أخرى اجتناب الغوص والتعمق والاكتفاء بأول وأسهل ما يرد على الخاطر ابتغاء التخفيف عن القارئ واتقاء الإثقال عليه، ومن هنا يخشى أن يعتاد الأديب الكسل العقلي.
والأمر الثاني: أن الصحافة قد تدفع الأديب إلى توخي مرضاة القارئ العادي فيحرص على ذلك حرصًا قد يفسد عليه أدبه، ويضيع مَزِيَّتَه، ويفقده قيمته.
وقد كنت وأنا معلم — أُدَرِّس الترجمة — أخشى على نفسي أن أهبط إلى مستوى التلاميذ، وأن أتعود التسامح والتسهل، فأعالج ذلك بالعكوف على قراءة الأدب القديم، وعسى أن يكون هذا هو الذي يرجع إليه أني كنت أتكلف الجزالة والفخامة في صدر حياتي، ولكن لا بد من علاج لأثر الصحافة السيئ في أدب الأديب، فلا مفر له من دوام الاطِّلاع على الآثار الخالدة، ليعتدل الميزان ويستقيم الأمر، ويتقي السطحية من ناحية، ومصانعة القارئ من ناحية أخرى.
طه حسين: رمتني بدائها وانسلَّت - جريدة الجمهورية ١ أكتوبر ١٩٦١
والتي رمتني بدائها هي إذاعة دمشق، والطائفة الطاغية الباغية التي تُدبِّر أمرها وتُوجه أحاديثها وتَفرض عليها في كل لحظة أن تُغير حقائق الأشياء، وأن تتكلف الكذب على السوريين وغير السوريين، في غير تحفُّظ ولا تحرُّج ولا استحياء. وداؤها الذي رمتني به هو أني لم أكتب المقال الذي نشرته الجمهورية صباح السبت الماضي من تلقاء نفسي ولا من وحي ضميري ولا من تفكير عقلي، وإنما أُمْلِيَ عليَّ ذلك المقال فحفظته عن ظهر قلب، وأمليته كما تلقيته وأرسلته إلى الجمهورية فنشرتْه كما تلقته مني.
كأني أصبحت ذات يوم أداة من أدوات الحكم توجه إلى العمل فتعمل وتُكَلَّفُ القول فتقول. كأني أصبحت فردًا من الذين يعملون في إذاعة دمشق أو كاتبًا من الكتاب الذين يملئون صحف دمشق بما يؤمرون أن يملئوها به، بعد أن كانوا منذ وقت قريب يملئونها بما يناقض هذا الذي يكتبونه الآن أشد المناقضة ويخالفونه أعظم الخلاف؛ قد انقلبوا فجأة أنصارًا للفُرقة بعد أن كانوا أنصارًا للألفة، ودعاة إلى الانفصال بعد أن كانوا دعاة إلى الوحدة، ومتملقين للتمرد بعد أن كانوا يلتمسون الوسائل إلى إرضاء الشعب السوري والشعب العربي كله والقائمين على أمور الوحدة بين مصر وسوريا. وهؤلاء المذيعون والكتاب الذين يخلعون ضمائرهم كما يخلعون ثيابهم ويضعون مكانها ضمائر جديدة، كما يبدلون بثوب ثوبًا وبقميص قميصًا؛ هم فيما بينهم وبين ضمائرهم التي خلعوها وضمائرهم الجديدة التي فرضت عليهم فرضًا وأكرهوا على اتخاذها كرهًا، يعلمون أني لست من الذين يكتبون غير ما يشعرون به أو يقولون غير ما توحي إليهم به ضمائرهم. هم يعلمون ذلك حق العلم وتؤمن به ضمائرهم القديمة وضمائرهم الجديدة أيضًا، ولكنهم أُمروا فكتبوا وقيل لهم فقالوا. ولست أدري ما الذي قلته في ذلك المقال الذي أنكروه أشد الإنكار وضاقوا به أعظم الضيق، لا لأن نفوسهم تضيق به حقًّا، ولا لأن ضمائرهم القديمة والجديدة تنكره حقًّا؛ بل لأن سادتهم من هذه الفئة الطاغية في سورية قد أنكروا ما قلت، وضاقوا به وأمروهم أن يتكلفوا إنكاره والضيق به. فهل يستطيعون أو يستطيع سادتهم من الطغاة البغاة أن ينكروا أن الشعب السوري كان أشد الشعوب إيثارًا للوحدة ودعاء إليها وإلحاحًا فيها؟ وهل في ذلك ما يؤذي هذا الشعب السوري؟ أم هل هو في نفسه إنصاف له وإشادة به؟ وهل ينكرون أن السوريين هم الذين سعوا إلى الوحدة وألحُّوا فيها وانتقلوا من سورية إلى القاهرة ليجدُّوا في تحقيقها ويحاصروا رئيس الجمهورية المصرية ووزراءه حتى يقبلوا هذه الوحدة ويجيبوا إليها؟ وأي شيء في ذلك يهين السوريين أو يؤذيهم أو يضع من قدرهم؟ وهل يستطيعون أن ينكروا أن الشعب السوري قد استُفتي في هذه الوحدة فأقرَّها مؤمنًا بها مجمعًا عليها؟ وأي شيء في ذلك يهين الشعب السوري أو يؤذيه أو يغض من قدره؟ ثم هل يستطيعون أن ينكروا أن الشعب السوري بعد هذه الوحدة قد اطمأن في وطنه ورأى أنه آمن على حدوده وأنه أصبح فوق مطامع الطامعين وفوق أهواء الذين كانوا يكيدون له ويمكرون به ويحاولون الاعتداء عليه؟
رأى الشعب السوري هذا كله، فبرئ من الخوف، وانجلت عنه غمرات الشك، وفرغ لحياته آمنًا راضيًا مطمئنًّا، عريض الأمل في مستقبله السعيد. ثم هل يستطيعون أن ينكروا آخر الأمر أن الشعب السوري قد يُسرت له الحياة بعد الوحدة في وطنه السوري وفي الوطن المصري أيضًا، فأنشئت له مرافق لم يكن يرجوها — بل لم يكن يحلم بها — وانتشر فيه التعليم وأُمِدَّ بالفنيين ليذللوا له العقبات ويهونوا عليه الصعاب، ويفتحوا له أبواب الرخاء على مصاريعها، وأن الشعب المصري قد قسا على نفسه واشتد في القسوة عليها لتلين الحياة لإخوانه السوريين، وقد حَرم نفسه نشاط الفنيين من أبنائه ليسعد السوريين ولتصبح حياتهم خيرًا مما كانت، وليسرع إلى الرقي ويسرع إليه الرغد وتمتد أمامه الآمال أكثر مما كان يرجو وأسرع مما كان يتمنى، وأن الشعب المصري قد ضيق على نفسه في الإنفاق ليتيح لإخوانه السوريين ما يحتاجون إليه من المال؛ ليتحقق الإصلاح الشامل في الوطن السوري ويتناول هذا الإصلاح فروع الحياة السورية كلها.
كلا، لن يستطيع الطغاة البغاة في سورية، ولن يستطيع الكتَّاب والمذيعون الذين أُكرهوا على أن يكونوا أصداء لهذه الفئة الطاغية الباغية. لن يستطيع أولئك وهؤلاء أن ينكروا شيئًا من ذلك الذي قلته في المقال الذي نشرته الجمهورية يوم السبت الماضي.
وإنما يستطيعون أن يجحدوا الجميل، وينكروا المعروف، وأن تضيق أنفسهم بالحق، وأن تفزع ضمائرهم من هذا الواقع الذي ليس فيه شك، والذي ستنهض بتحقيقه الجامعة العربية وتدفع به باطل المتمردين، ويومئذ يعلمون صدق الآية الكريمة على كل مكابر معاند يماري بما لا معنى للمراء فيه: ().
وشيء آخر أضيفه الآن إلى ما قلته يوم السبت الماضي؛ وهو أن هذه الوحدة التي قامت بين مصر وسورية، إنما قامت على عهد مؤكد وميثاق مشدد لا بين الحكومتين في مصر وسورية، بل بين الشعبين المصري والسوري، وأن هذا العهد ملزِم للطرفين لا سبيل إلى أن يتحلل منه أحدهما إلا بعد أن يتراضى هذان الطرفان على التحلل منه، وأن هذه الفئة الطاغية الباغية نقضت هذا العهد ظالمة لنفسها وظالمة للوطن السوري وللشعب السوري.
لم تفاوض مصر في التحلل من هذا العهد، ولم تحاول هذه المفاوضة، ولم تَدْعُ إليها جهرة. وإنما وثبت في ظلمة الليل، فاعتدَتْ على نفسها، واعتدَتْ على شعبها، واعتدَتْ على وطنها، واعتدَتْ على مصر وشعبها أيضًا، وأصبحت بنقضها لهذا العهد كالتي جعلت غزلها من بعد قوة أنكاثًا وخالفت عن قول الله عز وجل: ().
وحق عليهم قول اللَّه عز وجل في الذين ينقضون العهود ويحنثون في المواثيق: ().
ومن أجل هذا كله أبى رئيس الجمهورية أن يُحبِط عمل هذه الفئة الطاغية الباغية بقوة السلاح؛ لأنه لا يريد أن يسفك دماء العرب، ولا يريد أن يُفسد في الأرض، وأبى في الوقت نفسه أن يعترف بحكومة سورية قبل أن يُستفتى الشعب السوري في أمر هذا الانفصال استفتاء حرًّا كريمًا لا أثر فيه للطغيان ولا للبغي ولا للإكراه؛ لأن رئيس الجمهورية لا يريد ولا ينبغي له أن يُكرِه الشعب السوري على ما لا يحب، ولا أن ينقض العهد ويحنث في الميثاق دون أن يكون الشعب السوري هو الذي يرغب في التحلل من هذا العهد والميثاق؛ لأن رئيس الجمهورية لا يريد أن يخالف عن أمر الله ولا عن الوفاء بالعهود والمواثيق.
وليس من شك في أن الفئة الطاغية الباغية والكُتَّاب والمذيعين الذين أكرهوا على أن يكونوا لها أصداء، سيستنكرون هذا المقال وسيضيقون به كما أنكروا ذلك المقال وضاقوا به. وستغلي مراجل حقدهم عليَّ وغيظهم مني، وستلهج بي صحفهم وإذاعتهم، ولكني أقول لهم ما أمر الله نبيه أن يقول للمنافقين: ().
مي زيادة : إلى حفيد عبد القادر: من الآنسة مي - جريدة المحروسة ٥ أغسطس ١٩٢٠
اسم الأمير عبد القادر الجزائري اسم نتلقنه نحن أبناء سوريا أطفالًا مع الكلمات الأولى، ونلثغ في لفظه متمهِّلين كما تداعب شفتا الرضيع حروف الأسماء المحبوبة، فيمثل ذكره لمخيلتنا جناحًا كبيرًا يخيِّم علينا بألوان قوس قزح، ثم نشبُّ وتتسع المدارك منا باتساع المعرفة فتبدو لنا فروق الجنس والعقيدة والدرجة القائمة بين البشر، وإذ يتصل بنا أن الأمير عبد القادر هو «حامي النصارى» تتضح عواطفنا الموجهة إليه ونجلُّه لأنه أجار جماعة وأبعد عنها الأذى، ويصبح جناح ذكره مخيمًا بألوان حارة من الشعر والخيال تلازم عادة صور النخوة والشهامة، ثم نجتاز من الحياة أعوامًا أخرى نعرف خلالها أن التاريخ الحقيقي هو غير التواريخ المقبولة، وأن الأسباب المسلَّم بها في الثورات والقلاقل هي غير السبب الجوهري، ونعلم أن الفروق بين بني الإنسان سطحية على عمقها، وأن الأعاظم منهم يقطنون عالمًا سما فوق الطوائف والأحزاب والتعصبات والدرجات، عالم الجامعة الإنسانية الشاملة.
يومذاك نقدر الأمير عبد القادر حق قدره، ونُجِلُّ خلقه، ونرفعه على عرش معنوي خالد هِيئَ له، ليس لأنه حمى النصارى فعزز برعايته كرامة الإسلام — وما الإسلام والمسيحية سوى أخوة رضية في حضن الرحمن — بل لأنه بطل من أبطال تلك الجامعة الإسلامية العليا، إذ ذاك يزيد نجاح ذكره انبساطًا وروعة لأنه تلون بألوان المجد والفخار، فيفعل ما تفعله الأمم بأبطالها؛ أي أننا نحول اسمه إلى أبسطه تجردًا من الألقاب ويغدو في عرفنا «الجزائري الكبير».
ولا أخالك لائمي — يا صاحب السمو — إن أنا صرَّحت بأن أول ما وقع عليه نظري من رسالتك هو ذلك الاسم العظيم الذي تلا توقيعك، ولا أراك إلا باسمًا إن أنا اعترفت بأني ابتسمت له، ثم قرأت سطورك الجلية فوجدتها — ما ينتظر أن تكون — مصداقًا لذلك المبدأ العلمي القائل إن الموتى يحيون في ذراريهم بمميزاتهم وشمائلهم الباهرات، وظهرت لي كلمات تشجيعك آيات كرم ملونة هي الأخرى بألوان قوس قزح، وبألوان الشعر والخيال، وبألوان المجد والفخار جميعًا، وكل ما يجول في نفسي من شكر يتجمع بداهة في هذا الهتاف الواحد: فليحيا الجزائري الكبير كبيرًا بأحفاده كما هو كبير بفعاله!
الأسود تواجه شبح الانقراض في غرب أفريقيا
في السابق، استوطن الأسد الأفريقي ٢١ منطقةً عبر إحدى عشرة دولة في غرب أفريقيا من السنغال وحتى نيجيريا، وأخذ يجوبها هانئًا آمنًا بأعدادٍ غير قليلة، إلى أن تآكلت أراضي سكنِه وغذائه لصالح أراضي الرَّعْي، واصطاد الأهالي الفرائس التي يتغذَّى عليها، وغابت السياحة البيئية ومواردها المالية؛ فانخفضت أعدادُه بشكل ملحوظ في تلك المناطق إلى أن أصبح مهددًا بالانقراض. وقد نُشِرَ في مجلة «بلوس وان» العلمية التقرير النهائي لمسح الوضع البيئي لأسود غرب أفريقيا، الذي استغرق حوالَيْ ست سنوات من ٢٠٠٦ إلى ٢٠١٢، واستخدم فيه الكاميرات والمقابلات مع أهالي تلك المناطق وتتبُّع آثار الأسود وعددها. واتضح من المسح انكماش مناطق وجود الأسد الأفريقي في دول ومناطق غرب أفريقيا إلى جيوبٍ منعزلة حيث لا يزيد عددهم على ٢٥٠ أسدًا بالغًا في أربع مناطق فقط في السنغال ونيجيريا وعلى الحدود في بنين والنيجر وبوركينا فاسو؛ أي ما يعادل ١٪ من مناطق استيطانهم الأصلية. ويتهدَّد هذه المجموعات كذلك خطر التزاوج الداخلي حيث تَقِلُّ القدرة على التنوع الجيني؛ ومن ثَمَّ تَقِلُّ القدرة تدريجيًّا على توالُد ذرية قوية. ويوصي القائمون على المسح بضرورة تعزيز ميزانيات المحميات والعاملين فيها، وإدراج هذا النوع من الأسود على قائمة الحيوانات المهدَّدة بالانقراض؛ إذ إنه يختلف عن الأنواع الأفريقية الأخرى، ويتصل من الناحية الوراثية بالأسد الآسيوي في الهند وسلالة الأسد البربري المنقرضة في شمال أفريقيا.
«جوجل إرث» يكشف عن الحدود السياسية لأنطاكية القديمة
في الماضي كان الأفراد يعرفون عن الحضارات القديمة من خلال المجلدات الضخمة والخرائط، والآن صارت كل هذه المعرفة متاحةً بنقرة واحدة من إصبعك. فقد استعان الباحثون بجامعة سينسيناتي الأمريكية بتطبيق «جوجل إرث» لعرض حدود مدينة أنطاكية، تلك المدينة القديمة التي تقع على الضفة الشرقية من نهر العاصي، واستخدموا التطبيق في تحويل البيانات التاريخية من قاعدة بيانات كبيرة حول العملات إلى تمثيل مرئي للحدود السياسية للمدينة. فعلى غرار الوقت الحاضر، كانت السلطات القديمة تحدد أي عملة أجنبية يمكن الموافقة على تداولها في المجتمع؛ لهذا اختار الباحثون العملات لسبر غور العلاقات السياسية بين البلدان، علاوة على أن العملات كانت موردًا غنيًّا بالبيانات؛ فبالإضافة إلى تعقُّب أماكن تداولها، جمع الباحثون معلومات مهمة عنها مثل متى سُكَّتْ وفي ظل أي حكومة، وذلك من خلال الصور والنقوش المطبوعة عليها. وفي النهاية توصلوا إلى أن عملة أنطاكية كانت منتشرة أبعد ممَّا كان يُظن قبلًا، وكانت متوفرة بالأخص بطول طريق تجاري معروف. وعن طريق جوجل إرث يمكن للباحثين فحص قرون من التغيير في ثوانٍ معدودات لتوضيح إجمالي تقلُّص السلطة السياسية لأنطاكية، وأيضًا تأثيرها المستمر في المناطق المعنية، وأيضًا اندماجها في الإمبراطورية الرومانية. وتفتح الدراسة آفاقًا جديدة للتقدُّم في الدراسات الإنسانية حيث يمكن استخدام الأدوات والتطبيقات الرقمية لتمثيل الموضوعات والبيانات في العلوم الإنسانية المختلفة.
Saturday, January 25, 2014
النوم السليم يقي المخ من التلف
تدعم نتائج دراسة بجامعة أوبسالا السويدية — أُجرِيَت حول التأثير الضار والمُتلِف للحرمان من النوم على المخ وأنسجته العصبية — الدراساتِ الحديثة القائلة إن عدم النوم الكافي يزيد من فرص الإصابة بأمراض ذهنية عصبية مثل الألزهايمر والخرف. ففي الدراسة قام علماء قسم العلوم العصبية بالجامعة بحرمان خمسة عشر شابًّا في — أوائل العشرينات من العمر — من النوم ليلة كاملة. وبإجراء تحاليل للدم في الصباح التالي لتلك الليلة تبين وجود زيادة بنسبة ٢٠٪ في تركيز جزيئين هما «الإينولاز» الخاصة بالخلايا العصبية في المخ وبروتين «إس-١٠٠بي» في الدم، مقارنة بتحاليل الدم التي أُجرِيَت لنفس المشتركين بعد نومهم ليلة أخرى لمدة تقع في حدود ثماني ساعات. ويدخل هذان النوعان من الجزيئات في أنسجة تركيب المخ، وتعارَف العلماء على أن زيادتهما في مجرى الدم هي من الدلائل الحيوية على تلفٍ في أنسجة المخ أو وجود عيب في الحاجز الدموي الدماغي أو كليهما معًا. واستخلص العلماء أن الحرمان من النوم قد يؤدِّي إلى تلف الأنسجة أو بداية التدهور في الوظائف الذهنية والعصبية. ومن الجدير بالذكر أن الزيادة في تلك الجزيئات هي من الدلائل الحيوية على حدوث ارتجاج بالدماغ؛ مما دفع العلماء إلى تشبيه الحرمان من النوم بتلقي ضربة على الرأس، وذلك صحيح بالمعنيين الحرفي والطبي إلى حدٍّ كبير.
Friday, January 24, 2014
«الميموزا» نبات يستطيع التعلم والتذكر
يشتهر نبات الميموزا — عشب سام منشؤه الأصلي أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى — بالنبات الحساس؛ فبمجرد
أن يلمسه أحد يتظاهر بالذبول. سعى علماء البيولوجيا من جامعة غرب أستراليا إلى إثبات أنه يتمتع بالذاكرة والقدرة على التعلم شأنه شأن الحيوانات. وباستخدام نفس الأساليب التجريبية المتبعة مع الحيوانات عند اختبار الاستجابات السلوكية المكتسبة، أثبت العلماء أنه يمكن أن يتعلم ويتذكر أيضًا. وفي التجربة درَّب العلماء النبات على الذكريات طويلة وقصيرة الأجل في بيئة شديدة ومنخفضة الإضاءة، عن طريق صبِّ قطرات الماء عليه كثيرًا، وعندها توقفت النباتات عن غلق أوراقها، عندما وجدت أن الإزعاج المتكرر ليس له عواقب مدمرة فعليًّا. وقد اكتسبت هذه المعرفة في ظرف ثوانٍ معدودة شأنها شأن الحيوانات، واستطاعت أن تتذكرها طيلة عدة أسابيع حتى بعد تغير الظروف البيئية المحيطة، وبعد التوقف عن إزعاجها. بذا هي تتعلم سريعًا وتنسى ببطء شديد. لعل النبات لا يملك أمخاخًا وأنسجة عصبية، لكنه يملك شبكة معقدة لنقل الإشارات قوامها الكالسيوم في خلاياه المشابهة لتلك الموجودة عند الحيوانات. ولا يفهم العلماء بعدُ الأساس البيولوجي لآلية التعلم هذه، غير أن هذه التجربة تغير مفهومنا عن النباتات، وأيضًا مفهومنا عن التعلم باعتباره خاصية تقتصر على الكائنات الحية التي تملك جهازًا عصبيًّا. وفي دراسات سابقة، وجد العلماء أن النباتات تجري حسابات رياضية دقيقة تمكنها من ترشيد الطاقة، كما أنها تستخدم الفطريات لتحذر بعضها بعضًا من هجمات حشرات قمل النبات التي تمتص عصارتها.
Thursday, January 23, 2014
اكتشاف أخدود عملاق أسفل جليد قارة أنتاركتيكا
بالرغم من تعدد الاكتشافات والتطورات التكنولوجية، لا زالت الكرة الأرضية تحمل الكثير من المفاجآت للعلماء والمستكشفين؛ فقد اكتشف فريق من علماء مجموعة من الجامعات البريطانية، منها: نيوكاسل وبريستول، مستعينين ببيانات الأقمار الصناعية وبأجهزة رادار تخترق طبقات الثلج العميقة، أخدودًا يفوق في عمقه الجراند كانيون بالولايات المتحدة، الذي يقل عمقه عن كيلومترين في أعمق أجزائه. فأخدود «إلسورث» — نسبةً إلى سلسلة مرتفعات «إلسورث» المحيطة به — يبلغ من العمق ثلاثة كيلومترات، ومن الطول ثلاثمائة كيلومتر، ومن العرض خمسة وعشرين كيلومترًا، وينخفض قاعه عن سطح البحر بحوالي ألفي متر. وقد توصل العلماء إلى معلومات دقيقة عن مدى و«ثخانة» الغطاء الجليدي لهذه المنطقة من القطب الجنوبي، وتضاريس الأخدود، ومنطقة سلسلة المرتفعات المحيطة به التي تكونت عن طريق نحت الجليد لها على مدى عدة ملايين من السنين. وقد تعرف العلماء من هذا الاكتشاف، الذي تم على سبيل الصدفة أثناء دراسة لرسم خريطة لغرب القارة القطبية الجنوبية، على موقع الأخدود، وكيفية نشأة وتطور الغطاء الجليدي لغرب القارة القطبية الجنوبية، وكذلك الشكل والحجم المتوقعين لهذا الغطاء حال تعرضه لمناخ أكثر دفئًا.
استئناس القطط
إن المعلومات المتاحة عن تحوُّل القطط من حيوانات مفترسة إلى قناصة للقوارض ثم إلى حيوانات أليفة محدودةٌ للغاية، بَيْدَ أنَّ إحدى الدراسات الحديثة تشير إلى أن البشر استأنسوا القطط منذ أكثر من ٥٣٠٠ سنة أي قبل التاريخ المعروف قبلًا الذي كان يعود إلى ٤٠٠٠ سنة عندما ظهرت القطط الأليفة في الفنون المصرية. فبفحص عظام القطط التي عُثر عليها في إحدى القرى الزراعية القديمة بالصين، وجدوا أن حجمها قريب من حجم القطط الأليفة في عصرنا الحالي، وتوصَّل العلماء إلى أن الاستئناس حدث من خلال عملية تدريجية؛ إذ أصبحت القطط المتوحشة جزءًا من المجتمعات الزراعية عندما وفدت إليها سعيًا وراء القوارض التي كانت تتغذَّى على الحبوب. وقد عثر العلماء في هذه القرية على قوارض وعظام السنوريات في أحد المواقع الأثرية، وباستخدام الكربون المشع استطاعوا التعرُّف على تاريخ عيِّنتين عظميَّتين للقطط، وتبين أن إحداهما كانت تتغذَّى على الذُّرَة البيضاء أكثر من اللحوم عن القطة الأخرى، وهو أمر غير مألوف للقطط؛ وعليه استنتج العلماء أن القطط ربما لم تتمكن من صيد القوارض فتغذَّت على الفضلات. وبفحص عظام العيِّنة الثانية تبيَّن أن أسنانها كانت بالية؛ ممَّا يوحي بتقدُّمها في العمر نتيجة لتوافر البيئة التي ساعدت على بقائها لمدة أطول بفضل عناية أبناء القرية. وبناء على دلائلَ أخرى تبين أن القطط قامت بدور مكافح الآفات الزراعية في أماكن تخزين الذرة البيضاء. بيدَ أن تقدُّم العمر يوحي أيضًا أن البشر قدروا القطط حتى بعد زوال قدرتها على اصطياد القوارض وصارت من الحيوانات المُدَلَّلة التي تقطن المنزل.
Subscribe to:
Posts (Atom)