Friday, January 31, 2014

قراءة الروايات تحدث تغييرات بالمخ




تتعدى فوائد قراءة الروايات متعة متابعة الأحداث والاستغراق فيها، إلى إحداث تغييرات حقيقية في الروابط العصبية في الدِّماغ بشكل يشبه المرور بالخبرات والتجارب التي يمر بها أبطال الروايات. جاءت هذه النتيجة في دراسة بجامعة إيموري عن مدى تأثير قراءة القصص والروايات على المخ. وفي الدراسة خضع ٢١ مشتركًا من طلبة الجامعة لفحص للدماغ بأشعة الرنين المغناطيسي الوظيفي على مدى ١٩ يومًا؛ الخمسة الأيام الأولى والخمسة الأخيرة منها لم يقم المشتركون إلا بالخضوع لفحص المخ في حالة الراحة، بينما قاموا يوميًّا في التسعة الأيام الأخرى بقراءة جزء من ثلاثين صفحة من رواية مثيرة عنوانها «بومبيي»، تروي قصة حب تدور أحداثها إبان ثورة بركان فيزوف بإيطاليا. وقد وقع اختيار الباحثين على تلك الرواية لأحداثها الدرامية المليئة بالحركة والإثارة. وقاس الباحثون نشاط المخ للمشتركين في اليوم التالي للانتهاء من قراءة كل جزءٍ، وتبين وجود نشاط بالقشرة الصدغية اليسرى، وهي المنطقة المسئولة عن الاستجابة للغة، وكذلك نشاط بالنواحي العصبية التي تربط بين النظم الحسية والحركية أو ما بين الأفكار والأفعال؛ ممَّا يشير إلى أن قراءة الروايات تنقل القارئ إلى جسد بطل الرواية. وقد استمر هذا التأثير لمدة خمسة أيام على الأقل بعد الانتهاء من قراءة الرواية؛ ممَّا يشير إلى أن القصة المُشوِّقة والمثيرة تؤثر على المخ والروابط العصبية فيما يشبه «ذاكرة القدرة العضلية» التي تختزن المعلومات عن طريق تكرارها لتعطي الأوامر فيما بعدُ لأداء الحركة. ويستدل العلماء من تلك النتيجة أن الأعمال الروائية المفضَّلة لدى القراء قد يكون لها تأثير ممتد بحيث يكون دائمًا وليس مؤقتًا.

No comments:

Post a Comment