Friday, January 31, 2014

البروتينات تعزف سيمفونية الحياة




لطالما اعتقد العلماء أن البروتينات الموجودة في الإنسان وغيره من الكائنات الحية تتذبذب بأنماط مختلفة مثل أوتار الكمنجة أو أنابيب الأرغن، غير أنهم لم يتمكنوا من إثبات ذلك، لكن الآن مع توافر وسائل التكنولوجيا الحديثة ثبت هذا بالأدلة القاطعة؛ فقد وجد فريق من العلماء، بجامعة «بافلو» ومعهد «هوبتمان وود ورد» للأبحاث الطبية، البروتينات تتذبذب على نحو لا ينقطع، لكننا لا نشعر بها. تكمن فائدة هذه الذبذبات في أنها تُمكِّن البروتينات من تغيير شكلها سريعًا حتى يتسنى لها أن ترتبط سريعًا بأقرانها من البروتينات. وهي عملية ضرورية للجسد كي يؤدي وظائفه الحيوية المهمة؛ مثل: امتصاص الأكسجين، وإصلاح الخلايا، واستنساخ الحمض النووي. ولقد تمكنت الدراسة الجديدة من قياس هذه الذبذبات؛ الأمر الذي عجز عن فعله العلماء منذ الستينيات، وذلك بالاستناد إلى خواص البروتينات المثيرة؛ فهي تتذبذب بنفس تردد الضوء الذي تمتصه بشكل يشبه امتصاص الكاسات الزجاجية لذبذبات أصوات المطربين واهتزازها إلى أن تتحطم عند نغمة محددة. فلقياس الذبذبات في بروتين اﻟ «ليزوزيم» المضاد للبكتيريا، عرَّضه العلماء لعينة من الضوء ذي ترددات واستقطابات مختلفة، ثم قاسوا أنواع الضوء التي امتصها البروتين، مما أتاح لهم معرفة أي أجزائه اهتزت، واستطاعوا أيضًا رؤية الذبذبات التي استمرت لوقت أطول من المتوقع؛ الأمر الذي تعارض مع الاعتقادات القديمة بأن هذه الذبذبات سرعان ما تتلاشى. وقد فتحت هذه الدراسة مجالًا جديدًا لدراسة العمليات الخلوية الأساسية التي تمنح الحياة، ويأمل العلماء في أن تستخدم هذه التقنية لمعرفة كيف تعوق المثبطات الصناعية والطبيعية البروتينات عن أداء وظائفها الضرورية.

No comments:

Post a Comment