Friday, January 31, 2014

كيف تؤثر أدوار البرد على الذاكرة؟




أيمكن أن تنسيك الإصابة بالبرد مكانك؟ نعم؛ فالالتهابات الشديدة التي تعقب العدوى تضعف قدرة المخ على تكوين الذاكرات المكانية، وفقًا لما جاء في دراسة جديدة، بمدرسة طب برايتون وسوسيكس البريطانية، عزَت الخللَ إلى نقص في أيض الجلوكوز في مركز ذاكرة المخ؛ مما يشوش على الدوائر العصبية التي تلعب دورًا في التعلم والتذكر. تضمنت التجربة ٢٠ متطوعًا جرى حقنهم إما بمحلول ملحي خفيف، أو بلقاح التيفود الذي كان الغرض منه إثارة الالتهاب، وخضع المشاركون لتصوير مقطعي قبل الحقن وبعده. وبعد كل فحص كانوا يخضعون لمجموعة من المهام الواقعية التي تختبر ذاكرتهم المكانية. ثم درس الباحثون المقاطع التصويرية لمقارنة تأثير الالتهاب في استهلاك الجلوكوز في المخ، فوجدوا أن المشاركين الذين حُقنوا بالتيفود حدث لهم انخفاض في أيض الجلوكوز في الفص الصدغي الأوسط، الذي هو مركز الذاكرة في المخ، كما جاء أداؤهم في المهام المتعلقة بالذاكرة المكانية ضعيفًا؛ الأمر الذي أرجعه العلماء مباشرة إلى التغير في أيض الفص الصدغي الأوسط. ولطالما عرف العلماء أن أنواع العدوى الخطيرة يمكنها أن تؤدي إلى خلل معرفي عند الكبار، لكن هذه الدراسة الجديدة توحي أن مجرد الإصابة بالإنفلونزا التي تسبب التهابًا في المخ يمكنها أن تحدث خللًا في ذاكرتنا. وتشير نتائج هذه الدراسة إلى أن دوائر الذاكرة في المخ حساسة بدرجة خاصة للالتهاب، وتساعد في توضيح العلاقة بين الالتهاب وتقليل الخرف. والشيء المبشر هو أنه إذا استطاع العماء التحكم في مستويات الالتهاب؛ فقد يستطيعون تقليل معدل تدهور الخرف.

No comments:

Post a Comment