تثير الزيادة في أعداد الأطفال المصابين باضطرابات التطور العصبي قلقَ العلماء الذين يُقدِّرون أن طفلًا من كل ستة أطفال في العالم يُعاني من حالات مثل التوحد، وفرط الحركة، وقصور الانتباه، وعسر القراءة وهو ما يسمى الديسلكسيا. ويعتقد العلماء أن عوامل الوراثة لا تُمثِّل أكثر من ٣٠٪ إلى ٤٠٪ من إجمالي تلك الأعداد ويُعزون الباقي إلى التلوُّث الكيميائي. فقد حدَّد علماء كلية هارفرد للصحة العامة في دراسة سابقة خمسة كيماويات سامَّة وهي: الرصاص، والزرنيخ، وميثيل الزئبق، وثنائي فينيل متعدد الكلور المستخدَم في المحرِّكات، والتولوين المستخدم في إذابة الطلاء وطلاء الأظافر؛ وكلها مواد ثبَت من الدراسات أنها تنتقل إلى المخ عبر الحاجز الدموي الدماغي ممَّا قد يؤدي إلى إعاقة التطوُّر العصبي عند الأطفال والأَجِنَّة الذين تَكُون أدمغتهم في مرحلة التشكُّل. وفي دراسة حديثة وجد نفس الفريق من العلماء صلة بين ستة كيماويات إضافية وبين نفس الأضرار على تطوُّر أدمغة الأطفال؛ منها: المنجنيز، والفلوريد، والكلوربيريفس ودي دي تي اللذين يستخدما في المبيدات الحشرية، ورباعي الكلورو إيثيلين وهو أحد المذيبات، ومؤخِّرات الاشتعال. وينتج عن الاستخدام غير المنضبط لتلك الكيماويات ظهور بعض أعراض تأخُّر تطور القدرات الذهنية عند الأطفال، منها قصر مدى التركيز وضعف الأداء الدراسي وفرط النشاط وضعف المهارات وتزايد السلوك العدواني. وعلى سبيل المثال اتضح من بيانات ٢٧ دراسة سابقة أُجْرِيَ أغلبها على الأطفال ممَّن تعرضوا لكَمِّيَّات كبيرة من الفلوريد في مياه الشرب في الصين تأخُّر نسبة الذكاء بما يقرب من سبع نقاط وضَعف الأداء الدراسي خاصة في مادة الرياضيات. ويدعو العلماء في هذه الدراسة إلى إجراء اختبارت لكل المواد الكيماوية المستخدمة في الصناعة للتأكُّد من سلامتها من الناحية الصحية، كما يَدْعُونَ لإصدار قوانين عالمية تُلزِم المنتجين بإثبات سلامة المواد الكيمياوية الصناعية المستخدَمة بالفعل والتي تستجد قبل طرح المنتجات في الأسواق.
Friday, March 14, 2014
الكيماويات وتأثيرها على التطور العصبي عند الأطفال
تثير الزيادة في أعداد الأطفال المصابين باضطرابات التطور العصبي قلقَ العلماء الذين يُقدِّرون أن طفلًا من كل ستة أطفال في العالم يُعاني من حالات مثل التوحد، وفرط الحركة، وقصور الانتباه، وعسر القراءة وهو ما يسمى الديسلكسيا. ويعتقد العلماء أن عوامل الوراثة لا تُمثِّل أكثر من ٣٠٪ إلى ٤٠٪ من إجمالي تلك الأعداد ويُعزون الباقي إلى التلوُّث الكيميائي. فقد حدَّد علماء كلية هارفرد للصحة العامة في دراسة سابقة خمسة كيماويات سامَّة وهي: الرصاص، والزرنيخ، وميثيل الزئبق، وثنائي فينيل متعدد الكلور المستخدَم في المحرِّكات، والتولوين المستخدم في إذابة الطلاء وطلاء الأظافر؛ وكلها مواد ثبَت من الدراسات أنها تنتقل إلى المخ عبر الحاجز الدموي الدماغي ممَّا قد يؤدي إلى إعاقة التطوُّر العصبي عند الأطفال والأَجِنَّة الذين تَكُون أدمغتهم في مرحلة التشكُّل. وفي دراسة حديثة وجد نفس الفريق من العلماء صلة بين ستة كيماويات إضافية وبين نفس الأضرار على تطوُّر أدمغة الأطفال؛ منها: المنجنيز، والفلوريد، والكلوربيريفس ودي دي تي اللذين يستخدما في المبيدات الحشرية، ورباعي الكلورو إيثيلين وهو أحد المذيبات، ومؤخِّرات الاشتعال. وينتج عن الاستخدام غير المنضبط لتلك الكيماويات ظهور بعض أعراض تأخُّر تطور القدرات الذهنية عند الأطفال، منها قصر مدى التركيز وضعف الأداء الدراسي وفرط النشاط وضعف المهارات وتزايد السلوك العدواني. وعلى سبيل المثال اتضح من بيانات ٢٧ دراسة سابقة أُجْرِيَ أغلبها على الأطفال ممَّن تعرضوا لكَمِّيَّات كبيرة من الفلوريد في مياه الشرب في الصين تأخُّر نسبة الذكاء بما يقرب من سبع نقاط وضَعف الأداء الدراسي خاصة في مادة الرياضيات. ويدعو العلماء في هذه الدراسة إلى إجراء اختبارت لكل المواد الكيماوية المستخدمة في الصناعة للتأكُّد من سلامتها من الناحية الصحية، كما يَدْعُونَ لإصدار قوانين عالمية تُلزِم المنتجين بإثبات سلامة المواد الكيمياوية الصناعية المستخدَمة بالفعل والتي تستجد قبل طرح المنتجات في الأسواق.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment