Tuesday, March 18, 2014

داني رودريك : ماذا يمكن أن تفعل دول البريكس؟


يدور أحدث مقال لي على موقع «بروجيكت سينديكيت» حول مجموعة دول البريكس، فهذه الدول — البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا — تمتلك قليلًا من القواسم المشتركة. وقد أشارت معظم التكهنات بأن هذه الدول لن تتفق إلا على أمور قليلة، ومع ذلك، فقد أدهشت هذه الدول العالم باقتراح إنشاء «بنك التنمية الجديد» للتركيز على تمويل البنية التحتية.
هذه بداية، لكن هل هي بداية مفيدة؟ لا أعتقد أنها كذلك.
فما يحتاجه العالم من مجموعة دول البريكس ليس بنك تنمية آخر، وإنما قيادة أعظم في القضايا العالمية الكبيرة الراهنة. تمثل دول البريكس موطنًا لحوالي نصف سكان العالم وللجزء الأكبر من الإمكانات الاقتصادية غير المستغلة. وإذا فشل المجتمع الدولي في مواجهة أخطر تحدياته — بدءًا من الحاجة إلى هيكل اقتصادي عالمي راسخ إلى التعامل مع مشكلة تغير المناخ — فإنها ستكون مَن يدفع الثمن الأغلى.
مع ذلك، لعبت هذه الدول حتى الآن دورًا هزيلاً ومتقاعسًا في المنتديات العالمية مثل مجموعة العشرين أو منظمة التجارة الدولية، وعندما أثبتت هذه الدول مكانتها، كان هذا بوجه عام سعيًا وراء مصالح قومية محدودة. فهل لا تمتلك هذه الدول حقًّا شيئًا جديدًا تقدمه؟
سار الاقتصاد العالمي حتى الآن وفق مجموعة من الأفكار والمؤسسات المنبثقة من الدول الغربية المتقدمة، فقدمت الولايات المتحدة للعالم عقيدة التعددية الليبرالية القائمة على القواعد، وهو النظام الذي تُسلِّط عيوبُهُ الكثيرة الضوءَ على المبادئ السامية التي كان النظام يعمل وفقًا لها بوجه عام. وقدمت أوروبا القيم الديمقراطية والتضامن الاجتماعي والاتحاد الأوروبي الذي يعد — رغم كل مشكلاته الحالية — إنجاز الهندسة المؤسساتية الأكثر إثارة للإعجاب في القرن.
لكنَّ هذه القوى القديمة لا تمتلك الشرعية ولا القوة اللازمة للحفاظ على النظام العالمي مستقبلًا، بينما لا يزال ينبغي للقوى الصاعدة أن توضِّح القيم التي ستصيغها وتدعمها؛ فعليها أن تضع تصوُّرها للاقتصاد العالمي الجديد، بما يتخطى شكاوى بنية القوى غير المتكافئة في هذا الاقتصاد. ولكن للأسف، ليس واضحًا بعدُ ما إذا كانت لديها النزعة للسمو فوق مصالحها المباشرة من أجل مواجهة التحديات العالمية المشتركة أم لا.
إن التجربة التنموية لهذه الدول تجعل دولًا مثل الصين والهند والبرازيل تقاوم أصولية السوق، وتدافع بصورة طبيعية عن التنوع المؤسسي والتجريب العملي، ويمكنها التعويل على هذه التجربة من أجل صياغة صورة عالمية جديدة تؤكد على الاقتصاد الحقيقي أكثر من التمويل، وعلى تنوع السياسات أكثر من التناغم، وعلى حيز السياسات الوطنية أكثر من القيود الخارجية، وعلى الاندماج الاجتماعي أكثر من النخبوية التكنوقراطية.
What the BRICS Could Do by Dani Rodrik. Dani Rodrik’s Weblog. April 11, 2013.

No comments:

Post a Comment