Friday, February 28, 2014

نجاح تجربة الاندماج النووي


The sun
The sun is powered by nuclear fusion, which smashes hydrogen nuclei together to make helium. Photograph: EPA/Corbis

تفاعُلٌ يستغرق جزءًا من الثانية لكنه يُبشِّر بقفزة عملاقة في مجال الطاقة النووية. فبعد سنوات طويلة من التجارِب، ينجح علماء مختبَر لورنس ليفرمور الوطني بكاليفورنيا لأول مرة في توليد طاقة من الاندماج النووي تجاوزت الطاقة المستهلَكة لإجراء التجرِبة نفسها. والاندماج النووي هو تفاعُل تندمِج فيه نواتان ذرِّيَّتان لتكوين نواة واحدة، وهو نفس نوع التفاعلات التي تتم في قلب الشمس وتستمد منه طاقتها، وهو شكل من أشكال توليد الطاقة النظيفة؛ إذ تنعدم انبعاثات الكربون الضارَّة بالبيئة، كما أن الطاقة المستخدمة طاقة مشتقَّة من المياه تُخلف القليل من النفايات. وفي هذه التجربة تغلَّب العلماء على صعوبات تسخير تلك الطاقة في المعمل؛ فبتوجيه ١٩٢ شعاع ليزر وتركيز قوته التي تبلغ ٥٠٠ تريليون وات لبرهة على كبسولة صغيرة من الذهب بداخلها كُرَيَّةٌ من البلاستيك مبطَّنة بطبقة رقيقة من الوقود، ينعكس ضوء الليزر على الحوائط الداخلية للكبسولة فتتحول إلى أشعة إكس ترفع درجة الحرارة للكُرَيَّة الصغيرة فتنفجر داخليًّا. ويتكون الوقود من اثنين من نظائر الهيدروجين: ترتيوم و دُوتِيريُوم المشتقَّيْن من الماء اللذين يندمجان تحت الضغط والحرارة الهائلة التي تتكون من ذلك الانفجار العنيف، ويتولد كَمٌّ من الطاقة يتجاوز بقدر بسيط الطاقةَ المستخدمة في التجرِبة؛ ممَّا يُعَدُّ نجاحًا للآلية الفيزيائية المستخدَمة. وتتواصل التجارب في المختبَر بهدف الوصول إلى مرحلة تُحدث سلسلة من التفاعلات تُنتج قدرًا أكبر من الطاقة بحيث تتغذَّى على نفسها وتصبح مصدرًا لتوليد الطاقة النظيفة والمستدامة.

«أفاتار» يوحي للعلماء بعلاج جديد للشلل




على غرار فيلم أفاتار الذي يستطيع فيه البطل المشلول أن يتحكم في جسدٍ صناعي عن طريق توصيل مُخِّهِ بحاسب آلي، استطاع العلماء بكلية هندسة الكهرباء والحاسب بجامعة كورنيل أن يجعلوا قردًا يتحكَّم في قردٍ آخر عن طريق توصيل مُخِّ القرد المتحكِّم بالحبل الشوكي للقرد الآخر. وليس الغرض من هذه التجربة هو تحكُّم شخص في آخر، وإنما يرجو العلماء أن يساعد هذا المرضى المصابين بالشلل في استخدام أمخاخهم للتحكُّم في الأعضاء المشلولة. وفي التجربة زُرِعَ في مخ القرد الأول أقطاب كهربائية ناقلة للإشارات، وفي الحبل الشوكي للقرد الثاني جهاز لاستقبال هذه الإشارات، واستُخدم حاسب آلي لفك شفرة الإشارات العصبية وتمريرها بينهما. وجعل العلماء القرد المتحكَّم فيه في حالة شلل صناعي إذ أُعطي أدوية مهدِّئة تجعله في حالة مشابهة لحالة الشلل بحيث لا يستطيع أن يتحكم في جسده، ووُضع القرد الأول أمام شاشة كمبيوتر فيها مؤشر ودائرة خضراء تتردد بين بقعتين. أما القرد الثاني فقد وُضع في مكان منفصل ورُبطت يدُه بذراع توجيه، وكان ذراع التوجيه يُستخدم في تحريك المؤشر ومطاردة الهدف على الشاشة التي أمام القرد الأول. وعندما فكر القرد الأول المتحكِّم في تحريك المؤشر، فك الحاسب الآلي شفرات مخه لتحديد أي الهدفين ينوي القرد أن يطارده، ثم مرَّر البيانات في الوقت الحقيقي إلى جهاز الاستقبال المتصل بالحبل الشوكي للقرد الثاني المشلول صناعيًّا الذي نجح بنسبة ٩٠٪ في تحريك ذراع القيادة نحو الهدف بناء على الإشارات التي وصلته. ولمَّا كان من أحد أسباب الشلل هو انقطاع في اتصال الحبل الشوكي بالمخ، يرى العلماء أنه يمكن ربط المخ بالحبل الشوكي عند الإنسان عن طريق زراعة شريحة دقيقة في المخ لتسجيل النشاط وراء رغبة الفرد في الحركة، وزرع شريحة أخرى في الحبل الشوكي تحت مكان الإصابة لحث حركة الطرف العاجز ثم ربط الشريحتين معًا. تتمثل أهمية البحث في تحديد نية الشخص المصاب بالشلل أو رغبته في تأدية حركة معينة وتحويلها إلى فعل.

http://www.livescience.com/43443-monkey-brain-controls-another-monkey.html

Thursday, February 27, 2014

أحمد خالد توفيق : عن MMR و النصب و أشياء أخرى




أحمد خالد توفيق: عن الـ MMR والنصب وأشياء أخرى
مجلة الشباب |مارس 2013

لا كرامة لنبي في وطنه .. هي مقولة شائعة وصادقة بالتأكيد..
لا كرامة لنبي في وطنه .. موافق تمامًا. المشكلة الحقيقية هي أن النصابين يعرفون هذه المقولة جيدًا ويلعبون عليها بحكمة لاعتصار عواطف الناس. وهكذا يمكننا – دون خطأ كبير – أن نقول إن النبي الكذاب ينال أعظم المجد في وطنه، ولا يستطيع أحد مناقشته.

بما أنني أمارس مهنة الطب فقد عرفت عددًا هائلاً من هؤلاء العلماء النصابين ، الذين يمارسون كافة طقوس العلم الزائف بنجاح تام. ومن علامات العلم الزائف الشهيرة أن الطبيب النصاب لا يلجأ في عرض نتائجه العلمية إلى زملاء المهنة، بل يلجأ إلى الصحافة، وبما أن الصحافة غير متخصصة فهي تقبل ما يقوله وتنفعل. يمضي الرجل وعلى وجهه علامات المرارة مرددًا في كل مكان:

ـ"للأسف لدينا العلم كله لكن لا كرامة لنبي في وطنه .. نحن نقبل ما يقوله الأجنبي بينما نعامل علماء وطننا العباقرة أسوأ معاملة"

هكذا تسيل الدموع وينفعل الجميع .. ويبصقون في وجوهنا – نحن الذين جرؤنا على التدقيق العلمي في اكتشاف هذا العالم - باعتبارنا مجموعة من الفاشلين الذين لا يهمهم سوى تدمير الناجحين. قال لنا مدير شركة دواء شهيرة إن شعار المصريين هو PHD ومعناها في مصر ليس (الدكتوراه في الفلسفة) بل (ادفعوه لأسفل Push him down (. ربما كان هذا صحيحًا لكن النتيجة هي أن أي اكتشاف وهمي يمر في مصر ويجد من يدافع عنه في شراسة.

أذكر أن الأستاذ أحمد رجب الساخر الجميل كتب سلسلة مقالات يهاجم فيها الجهل المخيم على العقل العربي .. لقد زاره طبيب يؤكد أنه صاحب نظرية المناعة العربية - يعلم الله ما هي- وأقنعه أنه لا يوجد شيء اسمه الالتهاب الكبدي ج .. هذه خرافة اخترعتها الشركات المنتجة للانترفيرون لتجمع المليارات. انفعل الأديب الكبير وكتب عدة مقالات بؤيد فيها هذا الطبيب .. بالطبع لا يملك أحمد رجب أدوات القياس لخبر كهذا فهو غير متخصص طبيًا. أنا مثلاً لو قرأت خبرًا عن (اختراع ياباني لتحويل الضوء المستقطب إلى فلزات أيونية متناظرة يمكنها تشغيل السايكلوترونات بكفاءة) لصدقت الأمر بسهولة تامة.
في الثمانينيات كان هناك أستاذ جراحة شهير مولع بالشهرة. قال هذا الأستاذ إنه ذهب للكونغو وتوصل خلال شهرين إلى علاج الإيدز وأطلق عليه MM1. سبب هذا الاسم الغريب هو تملق طاغيتين هما مبارك وموبوتو حاكم الكونغو. ماشاء الله !... اكتشاف علاج الإيدز في ستين يومًا .. !.. من قال إننا لا نملك عباقرة ؟. بعدها أعلن أنه اكتشف علاج الروماتويد عن طريق حقن يعطيها في عيادته.جميل جدًا .. نريد معرفة تركيب هذه الحقن أو علاج الإيدز.

لكنه رفض بشدة لأنه يخشى مافيا الدواء ويخشى سرقة أفكاره. هكذا ثار المجتمع من أجل هذا العالم الجليل الذي سيرفع اسم مصر في المحافل الدولية، ولما حاولت جامعة القاهرة أن توقفه حفاظًا على مكانتها العلمية، خرجت كتيبة من الصحفيين في كل مكان تلعن أبا الجهل، وتلعن معاملتنا القاسية للعلماء بسبب الحقد، وترددت العبارة الكريهة (حزب أعداء النجاح).. وكان هناك أكثر من كاريكاتور رسمه مصطفى حسين في جريدة الأخبار للطبيب وقد حبسه رئيس الجامعة في غرفة الفئران ..

كان هذا الكلام في الثمانينيات .. وعندما عقد الرجل مؤتمرًا صحفيًا فقد خاطب الصحفيين ولم يخاطب الأطباء كما هي عادة العلم الزائف. وتجرأ العظيم يوسف إدريس على فضحه في مقال قوي جدًا، لكن الطبيب الشهير فضل الصمت لأنه يعرف أن حيلة (لا كرامة لنبي في وطنه) لا تفشل أبدًا .. فضل الصمت وترك القراء يردون ويتهمون يوسف إدريس بأنه عدو النجاح.
واليوم مر ثلاثون عامًا على هذه القصة .. السؤال هو: أين هذا العلاج العبقري لداء الإيدز؟.. العلاج الذي أقنع الناس بوجوده لدرجة أن فتى يعتقد أنه جيمس بوند هاجم الفيلا،وقيد الطبيب وزوجته والخادمة وهددهم بالقتل إن لم يسلموه أوراق بحوث الإيدز !

على كل حال وصل الطبيب للعالمية فعلاً، فقد خصصت مجلة فرنسية عددًا خاصًا عن النصابين أدعياء العلم .. فكان هو أول اسم في القائمة !..كتب الأستاذ إبراهيم سعدة مقالاً كاملاً عن هذا، وهكذا دخل اسم مصر المحافل الدولية بسهولة !

تاريخ الطب في مصر مزدحم بأمثال هذا الرجل . ونحن نعرف هوجة العلاج بالإنزيمات وهوجة الأعشاب الطبية التي تشفي الالتهاب الكبدي ج ..وهوجة الحجامة من غير أساس علمي.. وهناك حشد من الأدوية التي لا قيمة لها، لكن مبتكريها يعرفون كيف يفوزون برضا الصحافة .. والصحافة تكتب عن العبقري المظلوم الذي ضاع حقه في بلد الجهل هذا .. فإذا رفضت وزارة الصحة أبحاثه فلأنهم بالتأكيد قد تقاضوا مبالغ طائلة من شركات الأدوية .. الخ ..

ننتقل الآن إلى العالم الخارجي لنرى واحدة من أشهر حالات اضطراب الرؤية في تاريخ الطب .. السبب هو طبيب آخر عرف العالم مؤخرًا أنه نصاب،وهو بريطاني وسيم أنيق يدعى (أندرو ويكفيلد).
أنت تعرف أن الأطفال يأخذون لقاحًا ثلاثيًا مهمًا للوقاية من التهاب الغدة النكفية ومن الحصبة ومن الحصبة الألمانية .. يطلقون عليه MMR.
في العام 1998 ظهرت دراسة في مجلة بريطانية محترمة هي (لانسيت). تزعم هذه الدراسة أن هذا اللقاح يسبب داء التوحد Autism الرهيب. زعم ويكفيلد أنه لاحظ الأطفال الذين تلقوا لقاحMMR وكيف ظهرت عندهم أعراض داء التوحد بعد 14 شهرًا، مع مرض غريب وصفه لأول مرة وأطلق عليه التهاب القولون المتوحد. وقد اقترح أن السبب هو اللقاح الثلاثي ورأى أنه ربما كان من الأنسب أن يتم إعطاء كل لقاح على حده.

مجلة لانسيت مجلة محترمة لها قوانين صارمة للنشر، وأنا شخصيًا ممن يعتبرون كل حرف ينشر فيها حقيقة لا تقبل الجدل. لاحظ أن هذا الرجل جريء ولا يتصرف كالنصابين .. لم ينشر في جريدة شعبية أولاً، وإنما دخل معقل الأسد: مجلة (لانسيت) شخصيًا حيث يربض العلماء المستعدون لالتهامه.

من وقت لآخر تثار أسئلة كثيرة حول اللقاحات، خاصة تلك المادة التي تضاف للقاح لزيادة مساحة سطح المادة المستضدة وفعالية اللقاح. المادةتدعى Adjuvant . مثلاً في فوضى انفلونزا الخنازير، صار من المعتاد أن تفتح صندوق بريدك لتجد تحذيرًا من وزيرة الصحة الفنلندية – وهي ليست وزيرة صحة فنلندية - أو من امرأة تدعى سارة ستون .. كان الخوف يتركزعلى مادة السكوالين التي اتهموها بكل شيء تقريبًا، والأهم أنهم قالوا إن ضررها لنيظهر قبل عشرة أعوام (هكذا تظل قلقًا للأبد).

عامة هناك دومًا حملة من الرفض المجنون للقاحات الإجبارية عند الأجانب غير الأطباء ، باعتبارها تقحم أشياء صناعية على الجهازالمناعي، وتعتدي على حريتك في الاختيار . يقولون إن الأمراض التي يتلقى الطفل اللقاح ضدها صارت نادرة أصلاً، وهو تفكير شديد الغباء .. لقد صارت نادرة بسبب اللقاح طبعًا يا حمقى، ويكفي أن يتوقف الناس عن استعمال لقاح شلل الأطفال لبضعة أعوام ويروا النتيجة !

نعود لبحث الأخ ويكفيلد. فيالعام 2001 بدأ يزداد حماسًا، فزعم أنه وجد أجزاء من فيروس الحصبة في أنسجة الأطفال المصابين بالتوحد .. نشر أوراقًا علمية أخرى واتهم مادة الثمروز الموجودة في اللقاح بأنها المتهمة. وهكذا بدأت الصحافة تكتب بحماس عن اللقاح، وقلت ثقة المريض الإنجليزي به ..

كانت النتيجة هي أن كل أولياء الأمور أصيبوا بالذعر ..أولاً كل الآباء الذين لديهم أطفال مصابون بالتوحد طالبوا بتعويضات من الشركات المنتجة للقاح .. ثانيًا أحجم آباء كثيرون عن إعطاء لقاح لأطفالهم .. والنتيجة هي أنك تترك طفلك بلا حماية أمام ثلاثة أوبئة مرعبة؛ هي أبو كعب (التهاب الغدةالنكفية) والحصبة والحصبة الألمانية. والحقيقة أن معدلات الإصابة بهذه الأوبئةارتفع جدًا في إنجلترا وإيرلندا.

الصحافة ووسائل الإعلام تلعب دورها المشئوم الدائم، وهو أنها أعطت أبحاث ويكفيلد أهمية أكثر مما تستحق. هكذا قل عدد من يعطون اللقاح لأطفالهم. لاحظ الأطباء فيما بعد أن الحصبة زادت لكن التوحد لم يقل بتاتًا.. برغم انخفاض استعمال اللقاح.

هنا نضع خطًا مهمًا .. اللقاح قد يسبب التهابًا في المخ .. هذا صحيح .. لكن نسبة الالتهاب واحد في المليون. أما الحصبة فتسبب التهابًا بنسبة واحد في الألف !..حسبة بسيطة جدًا ..
في العام 2006 انخفض استعمال اللقاح في إنجلترا إلى 60% وهو رقم مخيف لا يكفي لمنع الأوبئة. تأمل ما يعمله العلم الزائف .. قبل صدور المقال كانت حالات الحصبة فيانجلترا 56 حالة .. بعد المقال صارت حالات الحصبة 450 حالة !... وللمرة الأولى منذعام 1992 يموت طفل بالحصبة .. أما عن داء أبي كعب فقد اكتشفت بريطانيا أنها تواجه وباء حقيقيًا منه عام 2005 .. وللمرة الأولى كذلك يعلن أن الحصبة صارت مرضًا متوطنًا في بريطانيا بعد عشرة أعوام من عدم إعطاء اللقاح. يخيل لي أنهم لو أعدموا هذا الويكفيلد لكان هذا عادلاً.

لقد أثبتت التحقيقات التي أجراها طبيب اسمه برايان دير، مولته جريدة صنداي تايمز، أن البحث ملفق وأن الرجل نصاب .. تلاعب بالأرقام والتواريخ وكلام الآباء ليناسب غرضه. ثم تبين أنه عرض أطفالاً يعانون تخلفًا عقليًا إلى إجراءات بحثية عنيفة لم يوافقوا عليها؛ مثل منظار القولون وعينات النخاع. هذا ما اكتشفه المجلس الطبي البريطاني. تم شطب ويكفيلد من سجل الممارسة الطبية عام 2010. تمت إعادة اختبار اللقاح في عدة مراكز، وكانت النتيجة واضحة هي أنه لا توجد علاقة بينه وبين داء التوحد. هكذا وصفت الجريدة البريطانية الطبية الأمر بأنه"أسوأ خدعة طبية في تاريخ العلم". أما مجلة لانسيت فقد سحبت المقال من سجلاتها. برغم هذا كله ما زالت الصحف وبرامج التلفزيون والإنترنت مستمرة في تأكيد تخاريف ويكفيلد. إنها مجال خصب ممتاز لهواة نظرية المؤامرة الذين يفضلون التعاملمع العواطف بدلاً من الحقائق.
لاحظأن لقاح MMR ليس إجباريًا في مصر ولا إنجلترا .. أي أن إعطاءه قرار خاص بالأبوين، وتحاول إنجلترا حفز الآباء على إعادة استعماله حاليًا عن طريق زيادة تكاليف التأمين الصحي على الأبوين اللذين يرفضان تطعيم ابنهما ..بمعنى (أنتما تعرضانه للخطر .. ليكن .. ادفعا إذن وأنتما تبتسمان).

يقيم ويكفيلد حاليًا في الولايات المتحدة وهو ممنوع من ممارسة الطب في إنجلترا وفي الولايات. انتخبوه كأسوأ طبيب في العالم لعام 2011 .. كما اختاروه ليرأس قائمة الأطباء النصابين.
لكن امثال ويكفيلد لا يقنطون أبدًا .. لديه حيلة (لا كرامة لنبي في وطنه) الشهيرة ..ولديه حب الناس للشك والمؤامرات .. ولديه صيغة (لقد عم الجهلاء .. فليسكت الحكماء). لهذا يحظى بشعبية لا بأس بها ويعتبره الكثيرون بطلاً، وهو يعلن دومًا أن هناك مؤامرة ضده من السلطات الصحية و شركات الأدوية .. ويؤكد أن كل التقارير عن انتشار داء الحصبة ملفقة للنيل من سمعته العلمية.
أرجوأن تتذكر هذا المقال عندما تقابل النصاب التالي .....

Wednesday, February 26, 2014

المشي



يُعدُّ المشيُ طريقةً سهلةً ومجَّانية، بل من أسهل الطرق ليصبح الشَّخصُ أكثر نشاطاً وأقلَّ وزناً وأحسن حالاً من الناحية الصحيَّة.
لا يُنظَر إلى المشي على أنه شكلٌ من أشكال التمارين الرياضيَّة إلاَّ باستخفاف؛ في حين يُعدُّ المشيُ مثالياً للناس، على اختلاف أعمارهم ومستوى اللياقة البدنية لديهم، الذين يريدون أن يكونوا أكثرَ نشاطاً.
وقد تبيَّن أنَّ المشيَ بشكلٍ منتظم يُقلِّل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسكَّري من النوع الثاني والربو والسكتة الدماغية وبعض أنواع السَّرطان.
نقدِّم هنا دليلاً إرشادياً لزيادة مقدار المشي الذي يقوم به الشَّخصُ كلَّ أسبوع، وتحقيق أقصى قدر من المنافع الصحِّية.

قبلَ البدء

إنَّ كلَّ ما سيحتاج إليه الشَّخصُ من معَّدات فعلياً هو زوجٌ من الأحذية. وسواءٌ كان حذاءً عادياً أم حذاءً رياضياً، فالمقبول هو أن يكون مريحاً، ويؤمِّن الراحةَ الكافية للقدمين، ولا يُسبِّب ظهور الفقاقيع فيهما.
ينبغي ارتداءُ ملابس مناسبة وفضفاضة تسمح بحرية الحركة؛ واختيار الملابس الرقيقة بدلاً من الثقيلة والسميكة.
وإذا أراد الشَّخصُ أن يذهبَ إلى عمله سيراً على الأقدام، يمكنه ارتداء ملابس العمل العادية وحذاء مريح فقط.
أمَّا إذا أراد المشي لمسافات طويلة، فربَّما يحتاج أن يأخذَ معه قليلاً من الماء، ووجبات صحِّية خفيفة، وغطاء إضافياً، وكريماً واقياً من الشمس، وقبَّعة شمسية؛ ويضعها جميعاً في حقيبة صغيرة يحملها على ظهره.
وعندما يبدأ بالتعوُّد على المشي لمسافات أطول على نحوٍ منتظم، ربَّما يحتاج أن يشتري سترة واقية من المطر وجزمة للمشي في مشيه على طرق أكثر وعورةً.

الانطلاق في المشي

يجب البدءُ في المشي بتمهُّل ومحاولة تعزيز نظام المشي بشكلٍ تدريجي. وللحصول على المنافع الصحِّية من المشي، يجب أن يكونَ على شكل نشاط هوائي معتدل الشدَّة​​، وبعبارة أخرى، يجب أن يكونَ أسرع من المشية في نزهة.
إنَّ ممارسةَ تمرين هوائي معتدل الشدَّة يعني أنَّ هذا الشَّخصَ يمشي بسرعة تكفي لزيادة سرعة القلب وإحداث التعرُّق. وهناك طريقةٌ واحدة لمعرفة ما إذا كان الشخصُ يبذل جهداً معتدل الشدَّة، وهي إذا كان لا يزال قادراً على التحدُّث، ولكنَّه لا يستطيع أن ينشد أنشودته المفضَّلة.
يجب أن يحاول الشخصُ المشيَ بمقدار 10 آلاف خطوة يومياً. يمشي معظم الناس - بأيَّة طريقة كانت - بين ثلاثة آلاف و أربعة آلاف خطوة يومياً؛ ولذلك، فالوصولُ إلى رقم عشرة آلاف خطوة ليس بالأمر الصَّعب كما قد يبدو.
إذا استطاع الشخصُ المشيَ بسرعة لمدة دقيقتين فقط في البداية، فهذا شيء جيِّد. ولكن، لا ينبغي أن يجهد المرءُ نفسَه في أوَّل يوم.
يمكن للشَّخص أن يقومَ بتقسيم تمرينه إلى مقاطع، حيث تصل مدَّةُ كلِّ مقطع إلى 10 دقائق، ما دام أنَّه يُجري تمرينَه هذا بشدَّة معتدلة.
يجب البدءُ بالمشي ببطء في كلِّ مرَّة، ثمَّ يزيد وتيرة المشي تدريجياً. وبعد مُضيِّ بضع دقائق، يحاول المشيَ بشكلٍ أسرع قليلاً عندما يكون مستعداً لهذا.
وفي نهاية المشي، يجب أن يبطِّئ الشَّخصُ من وتيرة المشي تدريجياً لكي يهدأ. ويُنهي مشيه بإجراء بضع حركات تمطُّطية خفيفة، والتي سوف تساعد على تحسين المرونة لديه.
كلُّ خطوةٍ يمشيها الشَّخص هي محسوبة له، فمن المشي إلى المحلات التجارية أو العمل، إلى المشي مع أحد الأصدقاء أو في تجمُّع منظَّم من الأشخاص.

الحفاظُ على الحافز

أن يصبح المشيُ عادةً
إنَّ أسهلَ طريقةٍ لكي نمشي أكثر هي بأن نجعلَ من المشي عادةً. ويجب التفكيرُ في طرق لإدراج المشي في روتين حياتنا اليومية. ومن الأمثلة على ذلك نذكر ما يلي:
  • تخصيص جزء من رحلة الذهاب إلى العمل وجعلها مشياً.
  • الذهاب إلى المحال التجارية مشياً.
  • استعمال الدرج بدلَ المصعد.
  • عدم استعمال السيَّارة في المشاوير القريبة.
  • الذهاب بالأطفال مشياً إلى المدرسة.
  • المشي مع أحد الأصدقاء بشكلٍ منتظم.
  • القيام بمشية مع العائلة أو الأصدقاء بعد وجبة العَشاء.

التنويع في المشي

وذلك من خلال إضافة تشكيلة جديدة من أنواع الذهاب سيراً على الأقدام. وليس من الضروري أن يسافرَ الشَّخصُ إلى الريف ليجد هناك مسافةً مناسبة ليمشيها؛ حيث أصبحت البلدات والمدن تقدِّم الآن أمكنة ممتعة مخصَّصة للمشي تشمل الحدائق، الممرَّات الشعبيَّة التراثيَّة، المصاطب المحاذية لأقنية مائية، الأرصفة على ضفتي النهر، الحدائق العامَّة، الأحراش، مروج، المَحميَّات الطبيعية.

الانضمام إلى مجموعة المشي

يُعدُّ المشيُ في مجموعة وسيلةً رائعةً من أجل البدء بالمشي، وتكوين صداقات جديدة، والبقاء في حالة من الحافز نحو المشي.

وضع هدف محدَّد من أجل الوصول إليه

يستطيع المرءُ أن يمشي ألف خطوة في حوالي عشر دقائق. وتتوفَّر الآن أداة لحساب عدد الخطوات، وهي وسيلة ممتعة لتتبع عمليَّة المشي، يمكن استعمالُها في بداية المشي، ومن ثمَّ حساب الخطوات الإضافية بغيةَ الوصول إلى مقدار محدَّد من الخطوات، مثل 10 آلاف خطوة أسبوعياً.

ألاسكا

خريطة لقارة أمريكا الشمالية و تظهر بها ألاسكا باللون الأحمر و الولايات المتحدة باللون الأبيض


ألاسكا (بالإنجليزية: Alaska) هي إحدى ولايات إقليم المحيط الهادي والذي يضم بالإضافة لألاسكا أربع ولايات هي ولاية واشنطن ، وولاية أوريجون ، وولاية كاليفورنيا ، وهاواي. وتعد  ألاسكا أكبر ولاية في الولايات المتحدة الامريكية وتوازي مساحتها خُمس بقية الولايات، واكثر من ضعف مساحة تكساس بقليل. حيث تبلغ مساحتها 1,518,776 كيلومتر مربع لكن حجمها الكبير يقابله تعداد سكاني ضئيل نسبيا مقارنة بالولايات الاخرى ففي تعداد السكان لعام 1990 كانت ألاسكا في المرتبة 49 من حيث عدد السكان في الولايات الامريكية، وفقط ولاية وايومنغ كانت أقل منها سكانا، في إحصاء عام 1980 كان عدد السكان 400481 وفي احصاء عام 2000 بلغ عدد سكان الولاية 626,932 نسمة. تتميز ألاسكا أنها ولاية منفصلة عن بقية أراضي الولايات المتحدة، فهي تقع شمال غرب كندا، ويفصلها عن ولاية واشنطن 500 ميل (800 كيلومتر) من الأراضي الكندية. اشترتها الولايات المتحدة من روسيا القيصرية سنة (1284 هـ -1867 م ) بسبعة ملايين ومائتي دولار وتم اعتمادها رسميا كولاية في 3 يناير 1959 حيث كان ترتيبها 48 في عدد الولايات آنذاك، لذلك غالبا ما يسمي الألاسكيون باقي الولايات بال48 السفلى. يعتقد ان كلمة ألاسكا نحتت من كلمة ألياسكا Alyeska، بمعنى الأرض الأكبر أو الأرض الأم في لغة شعب الألويت الإسكيمو. تحدها المقاطعتين الكندييتين يوكاتان وكولومبيا البريطانية من الشرق، خليج ألاسكا والمحيط الهادي من الجنوب، بحر بيرنغ، مضيق بيرنغ، وبحر تشوكتشي من الغرب، المحيط المتجمد الشمالي وبحر بوفورت من الشمال. جونو هي عاصمة الاسكا، وآنكريج هي اكبر مدينة فيها من حيث تعداد السكان. مدن سيتكا، جونو، وآنكريج بالترتيب هي أكبر مدن الولايات المتحدة الأمريكية من حيث المساحة. أقصى نقطة في غرب ألاسكا تبعد عن الحدود الروسية 51 ميل (82 كيلومتر) فقط. اما جزيرة دايوميد الصغرى التابعة لألاسكا وتقع في بحر بيرنغ فهي فقط تبعد ميلين ونصف (4 كيلومتر) عن جزيرة دايوميد الكبرى والتي تتبع روسيا اداريا. وبذلك تكون هاتين النقطتين اقرب ملتقى بين أمريكا الشمالية وآسيا.

الموقع
تقع في أقصي شمال غربي قارة أمريكا الشمالية ، تحدها كندا من الشرق ، والمحيطان الهادي والقطبي من باقي الجهات ، وتطل على مضيق بيرنج ، عن الحدود السوفياتية ب80ميلا، وهذه المسافة هي عرض مضيق بيرنج .

الأرض
تشغل الأسكا مساحة شاسعة تزيد على المليون وخمسمائة من الكيلومترات المربعة وأرض الأسكا جبلية في جملتها ، فهي النهاية الشمالية لجبال الروكي ،وتأخد اتجاهاً شرقياً غربياً ، ويخترقها نهر يوكن ، حيث يشكل وادياً يفصل بين سلسلة جبال بروكس وسلاسل جبال الأسكا ، ويصب نهر يوكن في مضيق بيرنج بالمحيط الهادي ، وأعلى قمم جبال الأسكا جبل ماكنلي (6192 )وهو أعلى جبل في قارة أمريكا الشمالية ، وتواصل جبال الأسكا امتدادها عبر المحيط الهادي لتظهر في مجموعة جزر الوسيان .

المناخ
تقع الاسكا داخل العروض الباردة ، لذا فالشتاء طويل مظلم تنخفض درجة الحرارة عن درجة التجمد بكثير ، والصيف قصير تشرق فيه الشمس مدة تزيد على ثلاثة شهور ، والمطر قليل ، ويسقط في فصل الصيف ، والنبات الطبيعي يتدرج من غابات نفضية في الجنوب إلى طحالب في الشمال .

السكان
قدر عدد السكان في سنة (1400 هـ -1980 م ) ، 400,481 نسمة ، وهم من الأوروبيين ، ومن الهنود الأمريكيين ، ومن الأفارقة الامريكين ، ومن جزر المحيط الهادي ، ويتركز السكان على السواحل الجنوبية الشرقية ،
والجنوبية الوسطى ، وفي نهر تانانا حيث توجد بلدة فيربانكس


أول يد صناعية تنقل الإحساس


إن استخدام الأطراف التعويضية قديم قِدَم التاريخ، وقد تطورت صناعتُها وتعددت أشكالُها، غير أنها لا تزال أولًا وأخيرًا أعضاء مائتة لا تشعر ولا تنبض بالحياة، وكان العلماء يأملون في صناعة يد يمكنها أن تؤدي حركات الحياة اليومية العادية، إلى أن تمكنوا من صناعة أول يد صناعية تستطيع أن ترسل معلومات حِسِّيَّة في الوقت الفعلي أثناء حركة اليد إلى مُخِّ مستخدمها من خلال أقطاب كهربائية تُزرع تحت سطح الجلد، ونُشرت الدراسة كاملة في صحيفة ساينس ترانزليشنال ميديسن. ولهذا استعان العلماء بدنيس سورينسن الذي فقد يده اليسرى في حادث ألعاب نارية منذ تسع سنوات لتجربة هذه اليد، وزرعوا أقطابًا كهربائية في ذراعه وأجهزة استشعار للَّمس في اليد الآلية كي تثير الأعصاب المتبقية عنده. ولكي تتمكن أجهزة الاستشعار من رصد معلومات اللمس، قاموا بقياس التوتُّر في الأوتار الصناعية التي تتحكم في حركة الأصابع، ثم حوَّلوا هذا القياس إلى تيار كهربائي. ولا يستطيع الجهاز العصبي المركزي فَهمَ التيار الكهربائي؛ لهذا استعان العلماء بخوارزميات لتغيير الإشارات الكهربائية إلى نبضات تستطيع أن تفهمها الأعصاب الحِسِّيَّة، ثم تُرسل هذه النبضات الجديدة عبر أسلاك إلى الأقطاب الكهربائية المزروعة في أعصاب العضد حتى يمكن أن توفر حاسة اللمس. وبالفعل نجح الأمر واستطاع سورينسن الذي كان معصوب العينين ومسدود الآذان أن يميز شكل الأشياء إذا كانت مستديرة أم مربعة، وهل هي طرية أم جامدة وبناء على ذلك يعدل قبضة يده عليها. وكم كانت سعادة الرجل لأن يشعر بلمسة الأشياء بدرجة قريبة من الإحساس باليد السليمة. إلا أن الأقطاب الكهربائية أُزيلَت من ذراعه بعد شهر حفاظًا على سلامته طبقًا لقواعد التجريب. ويؤكد العلماء أنها يمكن أن تظل تعمل جيدًا لسنوات دون أن تضر بالجهاز العصبي؛ لكن البحث لا زال مستمرًّا. ويسعى العلماء إلى تحسين تكنولوجيا الاستشعار لخلق قدرة أكثر دقة على الإحساس واللمس.

دراسة جديدة تعيد النظر في تاريخ تطور الإنفلونزا

This is the influenza virus under the electron microscope. Credit: Centers for Disease Control and Prevention (CDC)





يستطيع العلماء الآن معرفة منشأ فيروسات الإنفلونزا ومعدلات تطوُّرها في العائلين المختلفين؛ ومن ثَمَّ معرفة كيف ستتطور في المستقبل ومدى خطرها على الصحة العامة، وسيُمكِّنهم هذا من صناعة اللقاحات المناسبة. فقد غيرت دراسة جديدة بجامعة أريزونا الأمريكية الكثيرَ ممَّا نعرفه عن تاريخ فيروسات الإنفلونزا وتطوُّرها، فقد طور الباحثون شجرتي عائلة للفيروسات: واحدة يدوية وأخرى آلية؛ لمعرفة تاريخ تطور الفيروسات ومعدل التطور في العائلين المختلفين، وبالفعل تطابقت نتائج الشجرتين. ومن خلالهما يمكن معرفة أي أنواع الفيروس تنتقل إلى أي عائل ومتى، وقد ساعدتا العلماء في تفنيد الكثير من المعتقَدات السائدة عن الفيروس؛ فعلى سبيل المثال ساد الاعتقاد أن فيروسات الإنفلونزا تحتضنها الطيور البرِّيَّة المهاجرة، وتنتقل منها إلى الطيور المنزلية ومنها إلى الثدييات ولا سِيَّمَا الخنازير والإنسان ولا يحدث العكس، إلا أنه تبين من التنوع الجيني للفيروس أنها ظهرت أولًا في الطيور المنزلية. ووجدوا كذلك أن الإنفلونزا المنتشرة على مستوى العالم منذ سبعينيات القرن التاسع عشر ترتبط بتلك التي تصيب الخيول، ذلك الربط الذي لم ينتبه له أحد. وفي الدراسة فحص العلماء ٨٠ ألف تسلسُل جيني من فيروسات الإنفلونزا المختلِفة وتبين أن إنفلونزا الطيور ليست بالقِدَم الذي افترضه العلماء قبلًا، ويشير التوقيع الجيني في البيانات إلى أنه طرأ عليها تطور شامل؛ ذلك التطور الذي تزامن مع تفشِّي إنفلونزا الخيول في سبعينيات القرن التاسع عشر في أمريكا الشمالية الذي مرضت على إثره الخيول ومات منها ٥٪ تقريبًا، وبفحص سجل الصحف القديمة ورد أنه في الأيام التي أعقبت تفشي إنفلونزا الخيول وردت حالات متكررة عن إصابة الدجاج وغيره من الطيور المنزلية بإنفلونزا أودت بحياتها؛ مما يرجح إمكانية وجود علاقة بينهما، وهو الأمر الذي تؤكده شجرة العائلة. أما فيما يخص الإنسان، فقد حدد العلماء مكان تفشِّي الوباء أولًا عام ١٩١٨، وهو تحديدًا في أمريكا الشمالية وهو ما لم يُمكِن تحديده قبلًا، وأثبتوا بالتحليل الجيني للفيروس بسحبه من أنسجة محفوظة للضحايا أنه انتقل من الطيور المنزلية للإنسان.

Sunday, February 23, 2014

Albert Camus




Albert Camus was an Algerian-born French author, philosopher, and journalist who was awarded the Nobel Prize for Literature in 1957. He is often cited as a proponent of existentialism (the philosophy that he was associated with during his own lifetime), but Camus himself rejected this particular label. Specifically, his views contributed to the rise of the more current philosophy known as absurdism. He wrote in his essay The Rebel that his whole life was devoted to opposing the philosophy of nihilism while still delving deeply into individual freedom.

In 1949, Camus founded the Group for International Liaisons within the Revolutionary Union Movement, which (according to the book Albert Camus, une vie by Olivier Todd) was a group opposed to some tendencies of the surrealistic movement of André Breton. Camus was the second-youngest recipient of the Nobel Prize for Literature (after Rudyard Kipling) when he became the first Africa-born writer to receive the award, in 1957. He is also the shortest-lived of any literature laureate to date, having died in an automobile accident just over two years after receiving the award.

In an interview in 1945, Camus rejected any ideological associations: "No, I am not an existentialist. Sartre and I are always surprised to see our names linked..."

Saturday, February 22, 2014

قصيدة أدونيس : بيرسي بايسش شلي

(مرثية لموت جون كيتس )
(مقاطع)
1
سلاما، سلاما، انه لم يمت ولم يرقد
لكنه استيقظ من حلم الحياة ....
اننا نحن الذين أضعنا في العجاج الرؤية
نحتفظ بأوهامنا ، كفاحنا اللامجدي
وفي تجل مجنون، نطعن بسكين أرواحنا اللاشيء المنيع...
اننا نتفسخ مثل جثث في مقبرة
الخوف والحزن يهزنا ويستهلكنا يوما بعد يوم
وآمالنا الباردة تتزاحم كالديدان في طينتنا الحية...
2
لقد حلق أعلى من عتمة ليلنا
الحسد والافتراء والكره والألم
وذلك اللامريح الذي يدعونه الرجال خطأ ، بهجة
لايمسه ولن يعذبه مرة أخرى
انه بأمان من عدوى أن يلوثه العالم...
والآن لن نستطيع النواح
فقد برد القلب، وغدا الرأس رماديا بلا جدوى
من شظايا الرماد الكامن في الإناء الذي لاينوح .
3
انه يحيا، انه ينهض، والموت يموت، وليس هو
لا تنح لأجل أدونيس أيها الفجر الفتي
واجعل كل نداك متألقا، لأنه منك
فالروح التي تبكيها لم ترحل...
الكهوف والغابات كفت عن النواح
وكفت الأزهار الضئيلة والنوافير ، وأنت أيتها الريح
التي تشبه حجاب الحداد وقد القي وشاحك فوق الأرض المهجورة
دعي وشاحك عاريا الآن
حتى للنجوم المسرورة التي تبتسم على الرغم من اليأس .
4
لقد توحد مع الطبيعة وهناك يسمع صوته في كل موسيقاها
من هزيم الرعد لأغنية طائر الليل الجميل
انه يفترض أن يحس به ويعرف
في الظلام والضياء ، من العشب والصخر
تنشر نفسها أينما تحركت تلك القوة
التي تسترجع كينونته اليها
وتدير العالم بحب لا ينفذ أبدا
يمدها بالحياة من العمق ويوقدها عاليا .
5
انه جزء من الجمال الذي جعله مرة أكثر جمالا
انه يحمل جزئه الخاص به
بينما الآخر إبداع الروح الحازمة
تحصده من خلال العالم الكثيف الكئيب
كل نجاحات جديدة تتقلد إشكالها
وترفض الفضلات المتمنعة التي تعيق انطلاقها لهدفها .
ككل عمل يتشكل مندفعا في جماله الخاص وفرادته
في الشجر والبهائم والناس في ضياء السماء .
6
القبة الزرقاء المتألقة للزمن
ربما يعتريها الكسوف ، لكنها لاتنطفئ
كالنجوم، تحدد ارتفاعها الذي سترتقيه
والموت ضباب واطئ لن يستطيع محو الألق المتواري
حينما يرفع فكر سام القلب الفتي فوق سرير الغناء
والحب والحياة يكافحان من اجل ما سيكون نصيبهما الأرضي...
الميت الحي يتجول هناك مثل التفافات الضوء على الظلام
والريح العاصفة.
7
الوارثون لشهرة عدم الاكتمال برزوا من عروشهم
وبنوا خلف الأفكار بعيدا في اللامرئي !!!
تشاتيرون نهض شاحبا ولم يذبل بعد ألمه المقدس .
سدني كما كان يقاتل وكما سقط
وكما عاش وأحب بتسام وديع
كروح بلا موضع
و لوكان بموته المستحسن
تضاءل النسيان حينما برزوا كشيء مستهجن .
8
وأكثر من ذلك الذين أسماؤهم على الأرض ظلام
لكن انتقال تأثيرهم لايموت
طويلا كالنار التي تعمر من مصدر الشرارة
يدوا وقد سرقوا الق الابدية
انهم يصيحون " لقد أصبحت كواحد منا "
لقد كان من أجلك ذلك المدار الملكي الذي ظل طويلا
يتأرجح أعمى ولايتسامى بجلال
صامتا وحيدا وسط أغنية السماء
يؤمن بعرشك المجنح لأنك نجمة المساء لجمعنا الغفير .
9
من ينوح لأجل أدونيس ؟
آه هلم وانظر تجد الشقاء !
وتعرف نفسك وإياه جيدا
تتضافر مع روحك الملهوفة الأرض المترجرجة
كما من المركز ينطلق ضوء الروح خلف كل العوالم
حتى يملأ عزمها الرحيب فراغ المدار
ثم ينكمش لحد النقطة في يومنا وليلنا
ويحتفظ بنور القلب كي يجعلك تغوص
حينما يوقد الأمل أملا ويغريك بالهاوية .
10
أو فلتذهب الى روما التي هي ضريح
آه ، ليس له ، لكن لمتعنا التي لم تك شيئا في تلك العصور ،
الإمبراطوريات والديانات ترقد هناك
مدفونة فيما شيدت من خرائب
لأجل هذا وكما يستطيع أن يعطي
فأنهم لايعيرون المجد لأولئك الذين جعلوا العالم ضحيتهم
وانه ليختزن من ملوك الفكر
الذين راهنوا على الكفاح ضد ذبول أيامهم
ومن الماضي لم يكن كل ذلك ليموت.
11
فلتذهب الى روما فهي مرة النعيم ، القبر ، المدينة والبرية
واين حطامها الذي يشبه كسر الجبال الواقفة
وأعشاب تزهر وأشجار عطرة مقصوصة
عظام خرائب الماضي عارية ،
الى أن تقود روح المكان خطواتك
الى منحدر من مدخل أخضر
كابتسامة أطفال فوق الموتى
وضحكة الضوء تزهر على طول العشب وتنتشر .
12
الجدران الرمادية تتعفن
والزمن الكئيب يقتات عليها
كالنار البطيئة في جمرة شائبة
وهرم بأساس متين يؤوي غباره
من أسس هذا المأوى لذاكرته
انه يقف، يمتد الحقل وعليه القادمون الجدد مرحبين به
وقد أوقف موتهم ابتسامة السموات
نحن نفقد مع الخوف النفس الخامد .
13
هنا تقف هذه القبور وكلها مازالت طرية بعد
لكي تتقادم من الحزن الذي يسلمها لهمومها اذا احكم الغروب هنا ،
التفت نحو نافورة للنواح ولاتكسرها !
وكن متأكدا ستجدها مملوءة اذا عدت الى البيت من الدموع والمرارة
من أفضل ريح في العالم تبحث عن ملجأ في ظل القبر
ما هو أدونيس ولماذا نخاف أن نكون مثله ؟
14
والذي تبقى، الكثير من التغير والضياع
نور السماوات يضيء أبدا وتفر ظلال الأرض
والحياة تشبه قبة من الزجاج الملون
تلطخ البياض الناصع للأبدية
الى أن يسحقها الموت الى شظايا
فلتمت اذا ما كنت تريد أن تكون مع الذين تبحث عنهم
واتبعهم أينما يهربون في سماء روما اللازوردية
باهتة كلها:- الزهور، الآثار، النصب، الموسيقى والكلمات
فالمجد الذي ينقلونه مع الحقيقة المناسبة للكلام .
15
أيها القلب لماذا الإبطاء ، لماذا النظر الى الوراء ، لماذا الانكماش ؟
لقد ذهبت آمالك من قبل: كل الأشياء من هنا قد غادرت
ويجب عليك أن تغادر الآن
الضياء يتلاشى من حول العالم
الرجل والمرأة وما لا يزال عزيزا يجتذب الحطام
تداريه كي تذل
السماء الطرية تبتسم، والريح الهادئة تهمس قربك
آه انه أدونيس يناديك فلتسرع نحوه
لامزيد ، لابتدع الحياة تقطع ما الموت يستطيع ضمهم سويا .
16
ذلك النور الذي ابتسامته توقد الكون
ذلك الجمال الذي كل الاشياء فيه تعمل وتتحرك
تلك البركة التي تمنع اللعنة
لعنة الولادة العطشى ، ذلك الحب الداعم
من خلال التشابك في كوننا نسيجا أعمى
من الإنسان والنحل والأرض والريح والبحر
تتوهج ضياء أو عتمة، لأن كلا منهم مرايا من نار نتوق لأجلها
النور مسلط علي
مستهلكا آخر غيوم الابدية الباردة .
17
النفس الذي استدعيته في الأغنية ينحدر الي
ويتسارع صراخ روحي
بعيدا عن الشاطئ، بعيدا عن الجمع المضطرب
أولئك الذين لاتمنح أشرعتهم أبدا للعاصفة ...
الأرض ومدار السماوات يتصادمان
بينما يحرق خلال الرعاية حجاب السماء
روح أدونيس كالنجمة
منارة من منزل تحل فيه الابدية .
_____________
المصادر:
1. الرومانتيكية في الأدب الانكليزي : ترجمة د. عبد الوهاب المسيري سلسلة الألف كتاب – مصر 1964.
2. Shelly "A collection of Critical Essays". Edit By: George .M. Ridenuor. Newjeresy 1963 prentice–hall Inc.
*
ترجمة: عمار كاظم محمد
*
*أدونيس :- هذه المرثية كتبت قبل وفاة شللي بسنة واحدة وبعد وفاة كيتس بثلاثة أشهر أي عام 1821 .
لم يولد موت كيتس في نفس شللي أسفا من اجل شاعر من أعظم عبقريات عصره فحسب ، بل غضبه الشديد على النقد العنيف الذي وجه الى أعماله آنذاك والذي كان شللي يعتقد انه عجل بموته ، وفي هذه المرثية التي تشبه في الشكل بعض المرثيات الكلاسيكية (مثل نواح بيون الشاعر الإغر
يصور الشاعر جمهرة النائحين، ربة الشعر يورانيا ، وربات الأحلام والرغبات، ورب الصباح والربيع وإخوانه من الشعراء الذين قضوا في أعمار صغيرة كشاتيرون الذي توفي بعمر 17 عاما وسدني بعمر 31 و لوكان بعمر 26 . انه يأسف لضياع الموهبة فكل هؤلاء قد أحضروا تذكارات لكفن
تعرف المرثية بأنها شعر يكتب عن الموت لكننا نرى هنا أن أدونيس يمثل رمز الحياة التي تتجدد في الطبيعة وكأنما أدونيس هو تموز أو(دموزي) كما يسمى في الأساطير السومرية .
يقول الناقد الأمريكي هارولد بلوم تمثل مرثية شللي رثاء (شللي الشاعر لكيتس الشاعر وهي تقسم على حركتين أساسيتين : الاولى في ثمانية وثلاثين مقطعا والثانية في آخر سبعة عشر مقطعا وقد كتبت على شكل مقاطع سبنسرية (اب،اب،ب ج، ب ج ،دد....الخ) وتمثل آخر سبعة عشر مقطع
وعلى الرغم من أن المقاطع الثمان والثلاثون الاولى أكثر وضوحا مما بعدها لكنها أقل إلهاما في هذه المرثية ولهذا السبب فضلنا أن نترجم آخر سبعة عشر مقطعا منها لأنه أفضل ما في المرثية نظرا لطولها المفرط وطبقا لقول هذا الناقد الكبير.

بيرسي بايسش شيلي


بيرسي بايسش شيلي

Percy Bysshe Shelley (1762 -1822 )
شاعر إنكليزي رومانسي عذب .. ألفاظه سهلة وبسيطة وموسيقية

ابتداء من سنة 1812، عندما كان في العشرين من العمر، كتب قصيدة لم تكن عادية أبدا، بل أشبه بيوتوبيا كاملة عنوانها (الملكة ماب)، ولغاية 1822 عندما انتهت حياته غرقا في نهر ليغهوم، كان شيلي قد جعل من نفسه أداة طيعة لهذه القدرة، التي في أعمق معانيها تمثل جوهر حياته.

جورج لوكاس / جورج لوكاتش

لوكاتش (غيورغي ـ)
(1885ـ 1971)

غيورغي لوكاتشGyörgy Lukács ، كاتب وفيلسوف وناقد أدبي مجري، ولد في بودابست وتوفي فيها. وهو سليل عائلة برجوازية يهودية ثرية ألمانية الأصل باسم لوفينغر Löwinger. بدأ فيلسوفاً مثالياً وانتهى فيلسوفاً ماركسياً مجدداً وناقداً. انتسب إلى الحزب الشيوعي المجري عام 1918، وتولى فيه أمانة الشؤون الثقافية لجمهورية المجالس  المجرية الفتية. عاش في فيينا ردحاً من عمره بعد انهيار الجمهورية إلى أن عاد ليقيم في بودابست، وشارك منذ عام 1945 في تأسيس ثقافة مجرية جديدة. كتب في علم الجمال والأنطولوجيا [ر]، وتاريخ الفلسفة، ونقد الفلسفة، ونظرية الأدب والنقد الأدبي. تطورت منظومة أفكاره منذ صدور مؤلفه البكر: «النفس والأشكال» Die Seele und die Formen (1910)، واكتملت واستقرت في «تحطيم العقل»Die Zerstörung der Vernunft (1952). كانت آلية تفكير لوكاتش تنطلق من حالةٍ ملموسة، لكن معظم أعماله تدور حول مركز مشترك يكوّن نواة فلسفته التي لم تصبح موضوع بحثٍ إلا عندما تقدم في السن. انبثق كتابه الأول «النفس والأشكال» من روح فلسفة الحياة Lebensphilosophie، ويوم صدر كتابه «التاريخ والوعي الطبقي» Geschichte und Klassenbewusstsein في عام 1923 كان وثيقة لفلسفة التاريخ الماركسي. جابه لوكاتش الوضعية المستحدثة Modern Positivism بعنفٍ وشدة، ويلاحظ في تفكيره تجريبية أساسية تظهر واضحةً في غمار الدراسة النظرية، ولاسيما في مؤلفيه «علم الجمال» Ästhetik (1972-1976)و«الأنطولوجيا» Onthologie (1972)، حيث تلتحم معطيات الحياة العامة مع الواقع لتقوم بدور مشخصٍ ومنهج حاسم. عارض لوكاتش مبادئ العقلانية والتنوير اللامعقولية والظلامية، وحَرَّض على بروز التناقض ليُرغم الآخر على توضيح موقفه.
يناقش لوكاتش في كتابه «علم الجمال» مكانة المبدأ الجمالي في إطار فعاليات الإنسان العقلية، ويرى أن هذه الفعاليات ليست كياناتٍ نفسية بل هي لغة مختلفة ينظم الإنسان بموجبها أفعال العالم الخارجي وردود أفعاله التي يتعرض لها دوماً للدفاع عن ذاته وكيانه الداخلي. ويؤكد لوكاتش أن الفن في معناه الأنطولوجي هو إعادة تكوين عملية يستوعب الإنسان في خضمها حياته الذاتية في إطار المجتمع والطبيعة، بما في ذلك من مشكلات ومبادئ، المحرضة منها والعائقة، ولذا فالفن عنده لا ينفصل أنطولوجياً عن نشوئه، كما يؤكد أن الفن ليس له منشأ واحد، وأن جوهره إيجاد التضاد بين ما يتحلى بقيمة وبين ما لا يتحلى بقيمة، وأن التساؤل عن المفيد وغير المفيد، عن الملائم وغير الملائم يُولّد مفهوم القيمة. ويشير لوكاتش إلى أن التقابل (أو التضاد) الماثل بين الواقعية [ر]Realismus والطبيعية [ر] Naturalismus هو أضخم تضاد ماثل في علم الجمال. ولا تتعلق الواقعية واللاواقعية في العمل الفني بالواقع الراهن الذي تحاول أن تعكسه، بل بالمنظور التاريخي، أي بالتطلعات المستقبلية التي يمكن أن تتجلى عبره.
تشكل الأنطولوجيا مفصلاً أساسياً في فكر لوكاتش. ويبدأ الفهم الأنطولوجي عنده من المشكلة النشوئية، التي تعني دراسة العلاقات في الصور الأولى لظهورها وتحديد الشروط التي جعلت تلك الصور أكثر نضجاً وتعقيداً. إن موضوع الأنطولوجيا عند لوكاتش ينحصر في دراسة ما هو موجود من حيث وجوده، وإيجاد المراحل المختلفة لهذا الوجود، والكشف عن الارتباطات الماثلة داخل ما هو موجود.
يُعد لوكاتش واحداً من أبرز منظري النقد الماركسي وممارسيه ومطوِّريه، ويتضح ذلك من الكيفية التي وظَّف فيها ما يعرف بالواقعية الاشتراكية في دراساته، خاصة ما كتبه حول الرواية في كتابه «دراسات في الواقعية الأوربية» Studien zum europäischen Realismus، حيث يشن هجوماً حاداً على عدد من المذاهب السائدة آنذاك، فهو يهاجم المذهب الطبيعي في القصة، خاصة في أعمال إميل زولا[ر]، لأنه يفصل الإنسان - وهو كائن عضوي بيولوجي - عن متغيرات التاريخ والحياة الاجتماعية والأخلاقية. وقد لاحظ لوكاتش هذا الفصل في نقده للتجريب الحداثي في تركّزه حول الذات واندفاعات الشعور، خصوصاً في أعمال بروست [ر] وجويس [ر]، ويقول إن في هذا الفصل تجزيئاً للإنسان وانعكاساً للرأسمالية التي تفصل داخل الإنسان عن خارجه، فتحدث تشويهاً يرفضه الواقعيون الكبار من أمثال بلزاك[ر] وتولستوي[ر].
يرى لوكاتش أن الواقعية تسعى إلى تناول شمولي للإنسان يأخذ في الحسبان الأبعاد الاجتماعية والأخلاقية من دون أن يتجاهل البعد الداخلي الذاتي، «فالنوع والمعيار الأساسي للأدب الواقعي هو النموذج وهو مركب من نوع معين يربط العام والخاص ربطاً عضوياً سواء على مستوى الشخصيات أو الأوضاع». ولا تبحث الواقعية عن المتوسط في الناس والموضوعات على نحوٍ تجزيئي، بل عن الحياة مكتملة في النموذج، فهو أساسي ومشترك وبالغ الاكتمال.
يرفض لوكاتش رفضاً تاماً استغراق الأديب في معاناته وتجربته الذاتية مهما كانت صادقة أو أصيلة، خشية ازدياد تفاقم التمزق في التناسق الفني، وقد رأى لوكاتش أن جويس ومن حذا حذوه من ممثلي الأدب الطليعي أفضوا إلى مجال ضيق يصعب على القارئ فهم ما يجري فيه.
يقول لوكاتش عن الرواية إنها «ملحمة البرجوازية في العصر الحديث»، وكان قوله محصلة لدراسة معمّقة تقصت علاقة الفن بالسياسة والتركيب الاجتماعي الاقتصادي الثقافي، أو الرأسمالي الكلي الذي تتخلق فيه تلك العلاقة بين الحدّين المهمين المذكورين: الإنتاج الإبداعي الكثيف والممارسة السياسية المترابطة بقوة مع الفلسفة الليبرالية وتفرعاتها، ومع المصالح البرجوازية التي دفعت لإنتاج تلك الفلسفة.
يعدّ كتاب «تحطيم العقل» ذروة مؤلفات لوكاتش، وقد صدر في جزأين كبيرين، كان الأول حول بدايات اللاعقلانية الحديثة من شِلنغ [ر] إلى نيتشه [ر]، والثاني حول اللاعقلانية الحديثة من دلتاي إلى توينبي [ر]. تتراكب موضوعات الكتاب ضمن خط السيرورة التاريخية من الردة الإقطاعية أو نصف الإقطاعية والرومنسية ضد الثورة الفرنسية إلى الفاشية، من النضال ضد الجدل المثالي وفكرة التقدم البرجوازية إلى النضال ضد الماركسية والثورة البروليتارية. وقد صدر الكتاب بالعربية في أربعة أجزاء ترجمها عن الفرنسية إلياس مرقص بعنوان «تاريخ اللاعقلانية الألمانية في السياق الاجتماعي - السياسي والأيديولوجي، الألماني والدولي».
من أهم مؤلفات لوكاتش الأخرى «نظرية الرواية» Theorie des Romans (1916)، و«غوته وعصره» Goethe und seine Zeit، و«وجودية أم ماركسية» Existentialisme ou marxisme (1949)، «هيغل الشاب، في العلاقة بين الديالكتيك والاقتصاد» Der junge Hegel. Über die Beziehungen von Dialektik und Ökonomie (1948)، «بلزاك والواقعية الفرنسية» Balzac und der französische Realismus (1952)، «الواقعية الروسية في الأدب العالمي» Der russische Realismus in der Weltlitertur (1953)، «فكر معاش، سيرة ذاتية في حوار. تحرير إسطفان إورسي» Gelebtes Denken. Eine Autobiographie in Dialog, István Eörsi (1980).
رضوان قضماني
مراجع  للاستزادة:
ـ جورج لوكاتش، معنى الواقعية المعاصرة، ترجمة أمين العوضي (دار المعارف، القاهرة 1971).
ـ جورج لوكاتش، دراسة في الواقعية، ترجمة نايف بلوز (منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1972).
ـ هانس هاينز هولتز وآخرون،  أحاديث مع جورج لوكاتش، تعريب أنطون شاهين (منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1983).
-GEORGES LUKACS, La théorie du roman (éd. Conthier 1963).