An illustration of a physician wearing specialized clothing to protect against the plague. |
في بحث نُشر في مجلة ذا لانست إنفكشاس ديزيسز توصل العلماء إلى أن سلالات مختلفة لبكتيريا اليرسينية وراء اثنين من أسوأ أوبئة الطاعون التي اجتاحت أوروبا من مئات السنوات وحصدت ملايين الأرواح في أوقات منفصلة؛ ففي القرن السادس أودى طاعون جستينيان بحياة ما بين ٣٠ إلى ٥٠ مليون فرد — زُهَاء نصف سكان العالم حينها — في أنحاء آسيا وشمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وأوروبا، ثم بعد ٨٠٠ عام ظهر الطاعون الأسود الذي أطاح في غضون أربع سنوات فقط ﺑ ٥٠ مليون أوروبي. وكِلَاهما انتقل من القوارض إلى البشر عن طريق البراغيث حاملة البكتيريا. وفي البحث قام العلماء بعزل أجزاء من الحامض النووي لبكتيريا يرسينية المسئولة عن طاعون جستينيان من هيكلين عظميين عمرهما ١٥٠٠ عام لضحيتين كانتا مدفونتين في بافاريا بألمانيا، واستخرجوا الحامض النووي من الأسنان لأن بكتيريا الطاعون تعيش في دَمِ ضحاياها، وكثير من الأوعية الدموية تدخل في الأسنان، ثم قارنوه بالحامض النووي الخاص ﺑ ١٣٠ سلالة أخرى لنفس البكتيريا، ووجد العلماء أن سلالة جستينيان لها علاقة بكل سلالات اليرسينية بما فيها سلالة الطاعون الأسود. ومع أن سلالة طاعون جسيتنيان انقرضت تمامًا؛ فإن سلالة الطاعون الأسود عاودت الظهور مرة أخرى في منتصف القرن التاسع عشر في الصين وأودت بحياة ١٢ مليون شخص. ولمَّا كانت سلالات اليرسينية تسكن ٢٠٠ نوع من القوارض حول العالم اليوم فإن احتمال تفشِّيها قائم. لكن العلماء يقولون إنه إذا حدث هذا فسيمكن السيطرة عليه لأن الطب تَقدَّم، وأبسط المضادات الحيوية تقضي على الطاعون، علاوة على أن الطاعون يموت عندما يُكَوِّنُ الإنسان مناعةً طبيعية للبكتيريا.
No comments:
Post a Comment