Tuesday, February 18, 2014

تأثير اليوجا في مريضات سرطان الثدي




يسبب علاج سرطان الثدي إرهاقًا وتعبًا شديدين لمريضاته؛ فمن بين كل ثلاث مريضات يتلقين العلاج تتوقف واحدة عن مزاولة أنشطة حياتها اليومية، وأولئك الناجيات الأقل نشاطًا هن أكثر عُرضة للوهن والموت المبكر. في دراسة جديدة بجامعة أوهايو الأمريكية وجد العلماء أن اليوجا لها تأثير جَيِّد في الناجيات من سرطان الثدي حيث إنها تعمل على تقليل التعب والالتهاب لا سيما بسبب تدريبات التنفُّس والتأمُّل. فبعد أن أنهت مجموعة من النساء — كن قد انتهين من علاج سرطان الثدي بما في ذلك عمليات جراحية وعلاج إشعاعي — فصل يوجا مدته ١٢ أسبوعًا، قَلَّ التعب لديهن بنسبة ٥٧٪ والالتهاب بنسبة ٢٠٪ مقارنةً بمجموعة مشابِهَة لم تتلقَّ أي فصول يوجا. وفي الدراسة خضع للفحص ٢٠٠ سيدة في سِنِّ ما بين ٢٧ إلى ٧٦ عامًا في مراحل مختلفة من سرطان الثدي كُنَّ تعرضن لمدى واسع من العلاج، حتى يمكن تعميم النتائج على كل مرضى السرطان، ولم تمارس أي منهن اليوجا قبلًا. وأجابت المجموعتان في ثلاث مراحل من الدراسة على استبيان لتقييم التعب الجسدي، ومستوى الطاقة، وأعراض الاكتئاب، وجَودة النوم، والنظام الغذائي، والتمارين الرياضية. بل وحُقِنَت المشاركات بمركَّب يثير الاستجابة المناعية، ثم خضعن لتحليل دم حتى يمكن قياس مستويات ثلاثة بروتينات مرتبطة بالالتهاب. فكانت النتائج أن بروتينات الالتهاب انخفضت، وتَحَسَّنَ النوم، وقَلَّ الإرهاق، وكلما زاد معدل ممارسة اليوجا انخفضت أعراض الاكتئاب ومستوى اثنين من بروتينات الالتهاب، بل واستمرت النتائج الإيجابية لعدة أشهر بعد انتهاء الدراسة عندما قيَّمهم الباحثون مرة أخرى. وقد وجدت دراسات أخرى أن ممارسة اليوجا يمكن أن تنفَع مرضى السرطان من حيث إنها تقلل التعب وتُحسِّن جودة النوم؛ حتى إن بعض المرضى يقللون تعاطي أدوية الأرق على إثر تحسُّن جودة النوم لديهم. إلا أن علماء هذه الدراسة الجديدة قرَّروا صب تركيزهم على مرضى سرطان الثدي لأن علاجه قاسٍ ومرهِق ويسبب الوهَن الشديد وتقل معه اللياقة القلبية التنفسية للمرضى ومعها العزيمة النفسية.

No comments:

Post a Comment