This is the influenza virus under the electron microscope. Credit: Centers for Disease Control and Prevention (CDC) |
يستطيع العلماء الآن معرفة منشأ فيروسات الإنفلونزا ومعدلات تطوُّرها في العائلين المختلفين؛ ومن ثَمَّ معرفة كيف ستتطور في المستقبل ومدى خطرها على الصحة العامة، وسيُمكِّنهم هذا من صناعة اللقاحات المناسبة. فقد غيرت دراسة جديدة بجامعة أريزونا الأمريكية الكثيرَ ممَّا نعرفه عن تاريخ فيروسات الإنفلونزا وتطوُّرها، فقد طور الباحثون شجرتي عائلة للفيروسات: واحدة يدوية وأخرى آلية؛ لمعرفة تاريخ تطور الفيروسات ومعدل التطور في العائلين المختلفين، وبالفعل تطابقت نتائج الشجرتين. ومن خلالهما يمكن معرفة أي أنواع الفيروس تنتقل إلى أي عائل ومتى، وقد ساعدتا العلماء في تفنيد الكثير من المعتقَدات السائدة عن الفيروس؛ فعلى سبيل المثال ساد الاعتقاد أن فيروسات الإنفلونزا تحتضنها الطيور البرِّيَّة المهاجرة، وتنتقل منها إلى الطيور المنزلية ومنها إلى الثدييات ولا سِيَّمَا الخنازير والإنسان ولا يحدث العكس، إلا أنه تبين من التنوع الجيني للفيروس أنها ظهرت أولًا في الطيور المنزلية. ووجدوا كذلك أن الإنفلونزا المنتشرة على مستوى العالم منذ سبعينيات القرن التاسع عشر ترتبط بتلك التي تصيب الخيول، ذلك الربط الذي لم ينتبه له أحد. وفي الدراسة فحص العلماء ٨٠ ألف تسلسُل جيني من فيروسات الإنفلونزا المختلِفة وتبين أن إنفلونزا الطيور ليست بالقِدَم الذي افترضه العلماء قبلًا، ويشير التوقيع الجيني في البيانات إلى أنه طرأ عليها تطور شامل؛ ذلك التطور الذي تزامن مع تفشِّي إنفلونزا الخيول في سبعينيات القرن التاسع عشر في أمريكا الشمالية الذي مرضت على إثره الخيول ومات منها ٥٪ تقريبًا، وبفحص سجل الصحف القديمة ورد أنه في الأيام التي أعقبت تفشي إنفلونزا الخيول وردت حالات متكررة عن إصابة الدجاج وغيره من الطيور المنزلية بإنفلونزا أودت بحياتها؛ مما يرجح إمكانية وجود علاقة بينهما، وهو الأمر الذي تؤكده شجرة العائلة. أما فيما يخص الإنسان، فقد حدد العلماء مكان تفشِّي الوباء أولًا عام ١٩١٨، وهو تحديدًا في أمريكا الشمالية وهو ما لم يُمكِن تحديده قبلًا، وأثبتوا بالتحليل الجيني للفيروس بسحبه من أنسجة محفوظة للضحايا أنه انتقل من الطيور المنزلية للإنسان.
No comments:
Post a Comment