Thursday, February 13, 2014

جيريمي دين : الجينات تتفاعل بإيجابية مع النوع الأسمى من السعادة


تشير الأبحاث الجديدة إلى أن النوع الأسمى من السعادة يمكن أن يُغيِّر الشفرة التي تحدِّد صميم كينونتنا — عن الجينات أتحدَّث.
ولقد فَحصَتِ الدراسةُ — التي نُشِرت في دورية «بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينسس» — نمطَ التعبير الجيني بداخل الخلايا المسئولة عن التصدِّي للأمراض المعدية وحماية الجسد من الأجسام الغريبة (فريدريكسون وآخرون، ٢٠١٣).
وتحدَّث أيضًا الثمانون فردًا المشاركون في الدراسة عن المستويات التي حقَّقوها في نوعين مختلفين من السعادة:
(١) الابتهاج أو السعادة الحسية: ذلك الشعور الذي ينتابك عند الإشباع الذاتي المباشر لاحتياجاتك؛ مثل: تناول وجبة شهية، أو شراء سيارة جديدة.
(٢) فعل الخير أو السعادة الأسمى: تلك المتعة التي تحصل عليها عند السعي نحو هدف نبيل والبحث عن معنى في الحياة.

تعبير أقوى لجينات الأجسام المضادة

إنَّ ما توصَّل إليه الباحثون هو أن الأفراد الذين جرَّبوا أكثر من مزيج مختلف من نوعي السعادة شعروا جميعهم بالسعادة على السواء. ومن ناحية التجربة الواعية، لم يتفوَّق أي من نوعي السعادة على الآخر.
غير أنه ظهر فرق على المستوى الجيني؛ فأولئك الذين شعروا بمستويات أعلى من «السعادة الأسمى» كان لديهم تعبير أقوى لجينات الأجسام المضادة والجينات المضادة للفيروسات.
وعلى النقيض، فإن أولئك الذين شعروا بمستويات أعلى من «السعادة الحسية» كان لديهم تعبير أضعف لجينات الأجسام المضادة والجينات المضادة للفيروسات.
ولقد أوضح ستيفن كول — أحد مؤلفي الدراسة — الأمر فيما يلي:
ما تخبرنا به هذه الدراسة هو أن السعادة الحسية والسعادة الأسمى لهما تأثيرات بالغة الاختلاف في الجينوم البشري، مع أنهما يولِّدان مستويات متشابهة من المشاعر الإيجابية. وعلى ما يبدو، يُعَد الجينوم البشري أكثر حساسية من عقولنا الواعية للطرق المختلفة لتحقيق السعادة.
وبالتالي، ففيما تجعلنا كل من السعادة الحسية والسعادة الأسمى نشعر بالمتعة، فإن السعادة الأسمى هي ما تفيدنا على المستوى الجيني.
وترجِّح كبيرة مؤلفي الدراسة — الأستاذة باربرا إل فريدركسون — أن:
بإمكاننا أن نسعد أنفسنا عن طريق متع بسيطة لكن تلك «السعرات الحرارية الفارغة» لا تساعدنا في رفع وعينا أو بناء قدرتنا بطرق تفيدنا بدنيًّا. فعلى مستوى الخلايا، يبدو أن أجسادنا تستجيب استجابةً أفضل لنوع مختلف من السعادة، وهو ذاك الذي يقوم على الإحساس بالترابط والشعور بوجود هدف.

No comments:

Post a Comment