Thursday, February 13, 2014

انتقال المخاوف المرضية بالوراثة


من المعروف أن الذكريات والخبرات المتراكمة طوال فترة حياة الإنسان تنتقل إلى الأجيال التالية من خلال التعليم أو الاكتساب، بيد أن دراسة حديثة — بمدرسة الطب في جامعة إيموري — أثبتت أنه يمكن انتقال هذه الخبرات والذكريات بيولوجيًّا؛ إذ أثبتت أن الخوف يمكن أن يغير في التركيب الكيميائي للدي إن إيه، وبالتالي يؤثر في سلوك الأجيال القادمة؛ فمثلًا عندما يتعرض الجد لتجربة مرعبة وينجو منها، تسجل الجينات الاستجابة العاطفية لتلك التجربة، ثم تظهرها في صورة مخاوف مرضية تُورث إلى الأجيال التالية. وفي الدراسة قام الباحثون بتعريض مجموعة من الفئران لموقف مخيف صاحبه انبعاث رائحة شبيهة برائحة أزهار الكرز، فما كان من الفئران إلا أن شعرت بالخوف لدى استنشاق هذه الرائحة حتى دون التعرض لذات الموقف المخيف، تلك الاستجابة التي انتقلت بدورها إلى أجيال الفئران التالية، التي أظهرت استجابات تشير إلى الخوف لدى استنشاق رائحة أزهار الكرز، على الرغم من عدم تعرضها لها من قبل قط، بل وحتى عندما حُبل بالفئران من خلال التخصيب الصناعي وتربوا في كنف آباء مختلفين؛ فقد وجدت الدراسة أن خلايا الحيوانات المنوية وحدها قادرة على نقل استجابات الخوف. وعليه خلص العلماء إلى أن خبرات الآباء التي تحدث حتى قبل الحمل بالأبناء يمكنها أن تؤثر في كل من تركيب ووظائف الجهاز العصبي الخاص بالأجيال التالية. ومثل هذه الظاهرة قد تسهم في فهم مسببات الاضطرابات العصبية النفسية، مثل: المخاوف المرضية، والتوتر، وتوتر إجهاد ما بعض الصدمة، واحتمال انتقالها وراثيًّا بين الأجيال، كما أنها قد تساعد يومًا ما في علاج مشكلات الصحة العقلية.

No comments:

Post a Comment