يمكن أن يأتي المديح الزائد بنتائجَ عكسية مع الأطفال الذين يُعانُون من تقدير متدنٍّ للذات حتى إنْ بدَا أنهم في أَمَسِّ الحاجة إليه؛ فذلك يجعلهم يتقهقرون إلى داخل قواقعهم خائفين من عدم القدرة على الوصول إلى نفس المستوى المطلوب على الدوام. من ناحية أخرى يَجِدُ الأطفال الواثقون في أنفسهم المديحَ حافزًا لتحسين أدائهم وتحديًا لتَكرار نفس مجهوداتهم أو تحسينها. واستخدامُ الكلمات المبالَغ فيها يعوق الأطفال الذين يعانون من تقدير متدنٍّ للذات عن التغلُّب على مشاعرهم بعدم الكفاية، ويثبط عزيمتهم؛ فهم يعتبرونها رسالة ضمنية على أنهم لا بد أن يحافظوا على نفس المستوى المرتفع، وهو الأمر الذي يرعبهم ويضع عليهم عبئًا؛ فهُم يظنون أنهم لا يرقَوْن إلى هذه التوقعات. فقد أجرى الباحثون بجامعة ساوثهامبتون تجرِبةً صوَّروا فيها ١١٤ من الوالدِين (معظمهم من الأمهات) وهم يساعدون أطفالهم في اجتياز ١٢ اختبارَ رياضيات، وحصر الباحثون عدد المرات التي مدح فيها الآباء أبناءهم وهل كان المديح مبالَغًا فيه أم معتدلًا. أظهرت النتائج أن معظم المديح كان مبالَغًا فيه وكان لأطفال يُعانُونَ من تدنِّي تقدير الذات؛ إذ اعتقد آباؤهم أنهم بحاجة إلى المزيد من المديح ليشعروا بالتحسُّن. وبناء عليه — في تجربة مكملة — طلب العلماء من ٢٤٠ طفلًا محاكاة لوحة فان جوغ الشهيرة «ويلد روزيز»، وأغدق أحد الرسامين المحترفين عليهم بالمديح، وبعدها تُركت لهم حرية اختيار رسم لوحة صعبة أو أخرى سهلة؛ فاختار الأطفال الذين يُعانُون من تقدير متدنٍّ للذات لوحاتٍ بسيطةً خشية عدم الوصول لنفس المستوى مرة أخرى، بينما اختار الأطفال الآخرون لوحاتٍ صعبةً. وبناء عليه ينصح العلماء بتقديم تقييم موضوعي مصحوب بالكلمات الإيجابية ولكن غير مبالغ فيه.
Saturday, February 1, 2014
المديح الزائد يضر الأطفال الذين يعانون من تدني تقدير الذات
يمكن أن يأتي المديح الزائد بنتائجَ عكسية مع الأطفال الذين يُعانُون من تقدير متدنٍّ للذات حتى إنْ بدَا أنهم في أَمَسِّ الحاجة إليه؛ فذلك يجعلهم يتقهقرون إلى داخل قواقعهم خائفين من عدم القدرة على الوصول إلى نفس المستوى المطلوب على الدوام. من ناحية أخرى يَجِدُ الأطفال الواثقون في أنفسهم المديحَ حافزًا لتحسين أدائهم وتحديًا لتَكرار نفس مجهوداتهم أو تحسينها. واستخدامُ الكلمات المبالَغ فيها يعوق الأطفال الذين يعانون من تقدير متدنٍّ للذات عن التغلُّب على مشاعرهم بعدم الكفاية، ويثبط عزيمتهم؛ فهم يعتبرونها رسالة ضمنية على أنهم لا بد أن يحافظوا على نفس المستوى المرتفع، وهو الأمر الذي يرعبهم ويضع عليهم عبئًا؛ فهُم يظنون أنهم لا يرقَوْن إلى هذه التوقعات. فقد أجرى الباحثون بجامعة ساوثهامبتون تجرِبةً صوَّروا فيها ١١٤ من الوالدِين (معظمهم من الأمهات) وهم يساعدون أطفالهم في اجتياز ١٢ اختبارَ رياضيات، وحصر الباحثون عدد المرات التي مدح فيها الآباء أبناءهم وهل كان المديح مبالَغًا فيه أم معتدلًا. أظهرت النتائج أن معظم المديح كان مبالَغًا فيه وكان لأطفال يُعانُونَ من تدنِّي تقدير الذات؛ إذ اعتقد آباؤهم أنهم بحاجة إلى المزيد من المديح ليشعروا بالتحسُّن. وبناء عليه — في تجربة مكملة — طلب العلماء من ٢٤٠ طفلًا محاكاة لوحة فان جوغ الشهيرة «ويلد روزيز»، وأغدق أحد الرسامين المحترفين عليهم بالمديح، وبعدها تُركت لهم حرية اختيار رسم لوحة صعبة أو أخرى سهلة؛ فاختار الأطفال الذين يُعانُون من تقدير متدنٍّ للذات لوحاتٍ بسيطةً خشية عدم الوصول لنفس المستوى مرة أخرى، بينما اختار الأطفال الآخرون لوحاتٍ صعبةً. وبناء عليه ينصح العلماء بتقديم تقييم موضوعي مصحوب بالكلمات الإيجابية ولكن غير مبالغ فيه.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment