Sunday, February 2, 2014

كهف يُدلي بأسرار التسونامي في إندونيسيا






دفع الدمار الكبير الذي خلَّفه زلزال السادس والعشرين من ديسمبر عام ٢٠٠٤ بالمحيط الهندي وموجاتُ المد المصاحبة له العلماءَ للبحث والتنقيب في المنطقة المحيطة بمركز الزلزال بإندونيسيا للوقوف على أسباب ونتائج ومدى احتمال تكرار مثل تلك الكارثة الطبيعية؛ فقد وصل عدد القتلى جرَّاء الزلزال الذي وصلت قوته إلى ٩٫١ درجات على مقياس ريختر واستمر عشر دقائق؛ إلى ٢٣٠ ألف شخص، كما دُمِّرت قرى ومناطق ساحلية في ١٤ دولة. وقد منحت الطبيعة فريقًا من علماء مرصد الأرض بسنغافورة سجلًّا تاريخيًّا نادرًا لموجات تسونامي مُمَاثِلة داخل كهفٍ من الحجر الجيري في إقليم آتشيه على الساحل الشمالي الغربي لجزيرة سومطرة الإندونيسية؛ فقد تراصَّت طبقات رواسب رملية جرفتها أمواج التسونامي إلى داخل الكهف بالتبادل مع طبقات بقايا الخفافيش والطيور البحرية. ولارتفاع مدخل الكهف بحوالي المتر وبُعدِه عن الساحل بحوالي مائة متر، بالإضافة إلى ما ظهر من تحليل الكربون المشع من وجود بقايا كائنات بحرية دقيقة من أعماق المحيط في الطبقات الرملية، تأكد العلماء أن ما اكتشفوه من رواسب يرجع إلى موجات مَدٍّ عالية بسبب العواصف الشديدة، أو أمواج تسونامي تابعة لزلازل عنيفة لا تقِلُّ عن ٨ درجات على مقياس ريختر. وقد حدد العلماء ما قد يصل إلى ١١ حادثة تسونامي على مدى ٧٥٠٠ سنة سابقة، منها آخر تسونامي من ٢٨٠٠ سنة مضت. ويشير العلماء إلى أن هذا لا يعني أن الزلازل في المنطقة تتكرر على فترات متباعدة؛ فقد سبق هذا الزلزالَ أربعةُ زلازل أخرى على مدى ٥٠٠ سنة قبله فقط. وما زال العمل جاريًا لعمل تحليل بالكربون المشع للبقايا العضوية في الطبقات المترسِّبة وتحديد ارتفاع موجات التسونامي السابقة.

No comments:

Post a Comment