لم يكن ضفدع تونجارا، الذي يستوطن برك الوحل الصغيرة في أمريكا الوسطى والجنوبية، يدرك أنه عندما يطلق نداء التزاوج سيكون هناك من يتنصَّت عليه باحثًا عن وجبة شهية يتغذى عليها. هذا ما شرع في دراسته فريق من علماء جامعات تكساس الأمريكية وليدن الهولندية وساليزبري البريطانية، في إطار البحث في مجال التواصل والتفاعل بين الكائنات الحية وطرقه المختلفة. وتوصل الباحثون إلى أن ذكور هذا الكائن الصغير تُنوِّع في أساليب التواصل، فتُغيِّر في صيحات النداء، فيترقق الماء وتنتشر الموجات الهادئة على سطحه إثر انتفاخ الجيب الصوتي للضفادع. وتلعب تلك الموجات دورًا هامًّا في احتدام المنافسة بين الذكور في البركة الواحدة؛ إذ إن الباحثين وجدوا أن الذكور من الضفادع تضاعف من معدل إطلاق نداء التزاوج عند تحسسهم لتلك الموجات في الماء؛ حيث إن هذا التنوع في إشارات التواصل يجعل الذكر أكثر جاذبية تمامًا مثل تنوع ألوان ريش الطائر وتعدده. كما تجتذب تلك الموجات الصغيرة في الماء الخفافيش، التي تلجأ إلى تحديد موقع فريستها من الضفادع عن طريق استخدام الموجات الصوتية، ورصد صدى الصوت الذي يستمر عدة ثوانٍ حتى بعد تنبه الضفادع لوجود الخطر المُحلِّق فوقها فتتوقف عن النداء. وقد اكتشف العلماء أن ٣٦٪ من الضفادع التي تبعث بتلك الموجات في الماء تصبح أكثر عرضة لأن تكون فريسة للخفافيش. وتشير الدراسة إلى أن إشارةَ تَواصُلٍ واحدة يمكن استقبالها بعدة وسائل من كائنات مختلفة لتحقيق أهداف مختلفة في نطاق شبكة مركبة من التفاعلات بين الكائنات.
Wednesday, February 5, 2014
نداء التزاوج القاتل
لم يكن ضفدع تونجارا، الذي يستوطن برك الوحل الصغيرة في أمريكا الوسطى والجنوبية، يدرك أنه عندما يطلق نداء التزاوج سيكون هناك من يتنصَّت عليه باحثًا عن وجبة شهية يتغذى عليها. هذا ما شرع في دراسته فريق من علماء جامعات تكساس الأمريكية وليدن الهولندية وساليزبري البريطانية، في إطار البحث في مجال التواصل والتفاعل بين الكائنات الحية وطرقه المختلفة. وتوصل الباحثون إلى أن ذكور هذا الكائن الصغير تُنوِّع في أساليب التواصل، فتُغيِّر في صيحات النداء، فيترقق الماء وتنتشر الموجات الهادئة على سطحه إثر انتفاخ الجيب الصوتي للضفادع. وتلعب تلك الموجات دورًا هامًّا في احتدام المنافسة بين الذكور في البركة الواحدة؛ إذ إن الباحثين وجدوا أن الذكور من الضفادع تضاعف من معدل إطلاق نداء التزاوج عند تحسسهم لتلك الموجات في الماء؛ حيث إن هذا التنوع في إشارات التواصل يجعل الذكر أكثر جاذبية تمامًا مثل تنوع ألوان ريش الطائر وتعدده. كما تجتذب تلك الموجات الصغيرة في الماء الخفافيش، التي تلجأ إلى تحديد موقع فريستها من الضفادع عن طريق استخدام الموجات الصوتية، ورصد صدى الصوت الذي يستمر عدة ثوانٍ حتى بعد تنبه الضفادع لوجود الخطر المُحلِّق فوقها فتتوقف عن النداء. وقد اكتشف العلماء أن ٣٦٪ من الضفادع التي تبعث بتلك الموجات في الماء تصبح أكثر عرضة لأن تكون فريسة للخفافيش. وتشير الدراسة إلى أن إشارةَ تَواصُلٍ واحدة يمكن استقبالها بعدة وسائل من كائنات مختلفة لتحقيق أهداف مختلفة في نطاق شبكة مركبة من التفاعلات بين الكائنات.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment