في دراسة بجامعة أكسفورد البريطانية توصل العلماء إلى أوجُه تشابه مذهلة في تنظيم مناطق المخ التي تحكم اللغة وعمليات التفكير المعقَّدة في الإنسان والقرد، وإلى أوجه اختلاف جِذرية بينهما أيضًا. ففي تجربة جديدة صوَّر العلماء أمخاخ ٢٥ متطوعًا و٢٥ قردًا آسيويًا لمقارنة المكوِّنات الرئيسية لمنطقة القشرة الجبهية البطنية الجانبية، تلك المنطقة التي تلعب دورًا مهمًّا في العمليات المعرِفية مثل اللغة والمرونة المعرفية وصنع القرار. مكَّن التصوير العلماء من تقسيم هذه المنطقة إلى ١٢ منطقةً كل منها يتمتع بنمط اتصالات خاصٍّ به مع بقية أجزاء المخ، فكل جزء يقوم بدور فريد. وقُورن اﻟ ١٢ جزءًا المكوِّنة لهذه المنطقة عند كل من الإنسان والقرد، فوجد العلماء تطابق ١١ جزءًا من اﻟ ١٢ جزءًا، علاوة على تشابُه طرق اتصالها بأجزاء المخ الأخرى. أما الجزء الثاني عشر من هذه المنطقة فلم يكُن له مثيل عند القِرَدة، وهو المسئول عن التخطيط الاستراتيجي وصنع القرار وتعدُّد المهام. ومن الاختلافات المهمة الأخرى أن دوائر القشرة الجبهية البطنية الجانبية في كُلٍّ من القرد والإنسان تختلف في طرق تفاعلها مع مناطق المخ الأخرى المسئولة عن التعلُّم؛ الأمر الذي قد يُفسِّر لماذا تؤدي القِرَدة أداءً ضعيفًا في بعض المهام السمعية. والشيء المثير أن المناطق المتشابهة عند القرد والإنسان هي تلك التي تلعب دورًا في الاضطرابات النفسية مثل قصور الانتباه وفرط الحركة، وتعاطي المخدرات، والاضطرابات السلوكية القهرية. قد تؤدِّي هذه النتائج إلى حدوث تطوُّر في الرؤى العلاجية، وقد تُلقي نظرة أعمق على العملية التطورية التي رسخت كلًّا من أوجه التشابه والاختلاف بين الرئيسيات والإنسان.
Wednesday, February 5, 2014
هل هناك شبه بين أدمغة القردة والإنسان؟
في دراسة بجامعة أكسفورد البريطانية توصل العلماء إلى أوجُه تشابه مذهلة في تنظيم مناطق المخ التي تحكم اللغة وعمليات التفكير المعقَّدة في الإنسان والقرد، وإلى أوجه اختلاف جِذرية بينهما أيضًا. ففي تجربة جديدة صوَّر العلماء أمخاخ ٢٥ متطوعًا و٢٥ قردًا آسيويًا لمقارنة المكوِّنات الرئيسية لمنطقة القشرة الجبهية البطنية الجانبية، تلك المنطقة التي تلعب دورًا مهمًّا في العمليات المعرِفية مثل اللغة والمرونة المعرفية وصنع القرار. مكَّن التصوير العلماء من تقسيم هذه المنطقة إلى ١٢ منطقةً كل منها يتمتع بنمط اتصالات خاصٍّ به مع بقية أجزاء المخ، فكل جزء يقوم بدور فريد. وقُورن اﻟ ١٢ جزءًا المكوِّنة لهذه المنطقة عند كل من الإنسان والقرد، فوجد العلماء تطابق ١١ جزءًا من اﻟ ١٢ جزءًا، علاوة على تشابُه طرق اتصالها بأجزاء المخ الأخرى. أما الجزء الثاني عشر من هذه المنطقة فلم يكُن له مثيل عند القِرَدة، وهو المسئول عن التخطيط الاستراتيجي وصنع القرار وتعدُّد المهام. ومن الاختلافات المهمة الأخرى أن دوائر القشرة الجبهية البطنية الجانبية في كُلٍّ من القرد والإنسان تختلف في طرق تفاعلها مع مناطق المخ الأخرى المسئولة عن التعلُّم؛ الأمر الذي قد يُفسِّر لماذا تؤدي القِرَدة أداءً ضعيفًا في بعض المهام السمعية. والشيء المثير أن المناطق المتشابهة عند القرد والإنسان هي تلك التي تلعب دورًا في الاضطرابات النفسية مثل قصور الانتباه وفرط الحركة، وتعاطي المخدرات، والاضطرابات السلوكية القهرية. قد تؤدِّي هذه النتائج إلى حدوث تطوُّر في الرؤى العلاجية، وقد تُلقي نظرة أعمق على العملية التطورية التي رسخت كلًّا من أوجه التشابه والاختلاف بين الرئيسيات والإنسان.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment