Wednesday, February 5, 2014

مضادات الأكسدة وسرطان الرئة




تُستخدم مضادات الأكسدة على نطاق واسع لما عُرف عنها بأنها تحمي الخلية من التَّلَف الذي تُسبِّبه الجذور الحرة؛ ومن ثَمَّ تَحُول دون الإصابة بالسرطان. تلك الفكرة التي روجت لها صناعة المُكمِّلات الغذائية، وعززتها بعض الدراسات العلمية. غير أن بعض الدراسات الأخرى أوردت نتائجَ مخالفة؛ ومن ثَمَّ قرر العلماء بجامعة جوتنبرج السويدية فحص نتائج الدراسات السابقة التي أظهرت ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الرئة عند المُدَخِّنين الذين تعاطَوْا مضادات للأكسدة، مقارنة بأولئك الذين تعاطَوْا أدوية زائفة. وتوصلت الدراسة إلى أن مضادات الأكسدة يمكنها — على العكس مما هو معروف — أن تُسرع نمو الأورام السرطانية. وفي التجربة أعطى العلماء فئرانًا مصابة بسرطان الرئة مضادَّ الأكسدة فيتامين إي؛ فكانت النتيجة أن الأورام السرطانية نَمَتْ ثلاثة أضعاف المعتاد، وزادت سرعة موت الفئران إلى الضِّعف تقريبًا، وكلما ارتفعت نسبة مضادات الأكسدة المقدَّمة إلى الفئران ماتت أسرع. وعندما أجرى العلماء نفس التجارب على خلايا رئوية بشرية مصابة بالسرطان في المعمل، حدث نفس الشيء مع الخلايا البشرية. يُؤخذ على هذه الدراسة أنها استَخدمت في تجاربها فيتامين إي فقط مضادًّا للأكسدة، لكنها أثارت فكرة أن مضادات الأكسدة الأخرى قد يكون لها نفس التأثير. يُذكر أيضًا أن المركز الوطني الأمريكي للطب التكميلي والبديل قد أجرى عددًا هائلًا من التجارب العلمية باستخدام مضادات الأكسدة المكمِّلة، وفشل مرارًا وتكرارًا في إثبات أنها تقي من أمراض مثل الأزمة القلبية، أو السرطان، أو السكتة الدماغية، أو الخَرَف. تكمُن الفكرة في أن الجذور الحرة تدمر الخلايا السرطانية والخلايا السليمة معًا، وعندما تطيح مضادات الأكسدة بالجذور الحرة فإنها تريح الخلايا السرطانية من المادة السامة. لا يزال الأمر في حاجة إلى الكثير من الفحص والمحص لكن في كل الأحوال يجب استخدام مضادات الأكسدة التي تحوي الفيتامينات بحذر شديد.

No comments:

Post a Comment